دقّ تربويون ورجال تعليم ناقوس الخطر بشأن تأثير السياقات التي انطلق فيها الموسم الدراسي الجديد بالمغرب يوم الاثنين الماضي، خاصة دنو موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في السابع من أكتوبر المقبل وإشراف الحكومة الحالية على نهاية ولايتها، على جودة العملية التعليمية هذا العام. الجمعية المغربية لحقوق التلميذ، التي تضم بين أعضائها خبراء تربويين وأساتذة، أفادت بأن انشغال الجميع بالانتخابات التشريعية ووجود حكومة تصريف أعمال أمران يرهنان قضايا التربية والتكوين إلى حين تشكيل الحكومة وإسناد المنصب إلى وزير جديد سيأخذ وقتا طويلا قبل مباشرة المشاكل؛ وهو "ما يزيد من تأجيل الإصلاح مرة أخرى". وبعد أن أكدت الجمعية، ضمن بيان توصلت به هسبريس، أن الانتخابات وحكومة تصريف الأعمال تفشلان الموسم الدراسي الجديد؛ أوردت أن تبعات مشاكل الموسم الفارط، وخصوصا مشكل الأساتذة المتدربين والطريقة التي جرى بها حل الملف، ستؤثر سلبا على المردودية وعلى الدخول المدرسي الحالي". ولفت المكتب الوطني للجمعية، عقب اجتماعه أمس بالرباط، إلى التأثير السلبي لمغادرة جماعية نفذها حوالي 15 ألف إطار بوزارة التربية الوطنية في إطار التقاعد النسبي، ومغادرة 12 ألف آخرين بسبب التقاعد العادي، بينما الوزارة لم توظف هذه السنة سوى 8 آلاف مدرس ومدرسة. وحسب المصدر، فإن هذا الخصاص في الموارد البشرية يدفع بوزارة رشيد بلمختار باتجاه سن حلول ترقيعية؛ من قبيل تقليص ساعات تدريس المواد، وضم الأقسام، وحذف التفويج، وحذف بعض المواد، "دون أن تكون للدولة الإرادة الكافية لدفع الكلفة المالية الحقيقية لجودة الإصلاح والارتقاء بالمدرسة العمومية". ولفت التربويون إلى تأثير الزمن الذي سيهدر في الانتخابات وتشكيل الحكومة على تفعيل نظام الأكاديميات الجديد والهيكلة الجديدة للمديريات الإقليمية، بالإضافة للإعفاءات من المهام الإدارية وتأخر استقرار الأطر التربوية، وكلها ظروف تزامنت مع الدخول المدرسي". وانتقدت الجمعية توالي تنبيهات التقارير الدولية والوطنية للمنحدر الذي تنزلق فيه المنظومة التعليمية بالمغرب، على مستوى جودة التعلمات، بدون تفاعل إيجابي من طرف الحكومة مع هذه التقارير، كأن هذه التقارير تهم دولة أخرى وليس المغرب"، وفق تعبير البيان الذي لفت أيضا إلى "استمرار عدد من المشاكل القديمة". وتوقف اجتماع جمعية حقوق التلميذ عند ما أسمته جو الاحتقان الذي يسود بداية هذا الموسم الدراسي، من احتجاجات التلاميذ والآباء وشكاياتهم، واحتجاجات الأساتذة على ظروف العمل بسبب الاكتظاظ في الأقسام، داعيا التلاميذ والأطر التربوية إلى "الصبر الجميل" لتحدي المشاكل المطروحة. ووجهت الجمعية أسئلة إلى المسؤولين عن قطاع التعليم؛ منها "هل يدرس أبناؤكم في فصل فيه أكثر من 60 تلميذا وتلميذة، وبدون وسائل وفي فضاءات مهترئة؟، ثم لماذا تهيئون شروط النجاح لأبنائكم في مدارس البعثات والمدارس الخصوصية، وتفتعلون المشاكل في المدارس العمومية".