شارك المغرب في عملية بحرية مشتركة تمكن من خلالها فريق يضم باحثين في علم الجيوفيزياء من تركيب أجهزة متطورة في عرض البحر الأبيض المتوسط، من أجل جمع معطيات علمية حول مسار حركية الزلازل بالمنطقة، التي نالت مدينة الحسيمة نصيبا وافرا منها قبل أشهر قليلة. وقام مجموعة من الباحثين، بحر الأسبوع المنقضي، من بينهم مغربي واحد وآخرون ينتمون إلى معاهد بحثية إسبانية وألمانية، بعملية بحرية عبر سفينة خاصة بدراسة علم المحيطات، تسمى "الإدريسي"، أسفرت عن إرساء معدات تقنية ألمانية بمنطقة "ألبوران"، بالقرب من مدينة الحسيمة؛ وذلك بهدف دراسة أحد الفوالق البحرية المتسببة في وقوع الزلازل في المنطقة المتوسطية. العملية التي دارت في المياه الإقليمية للمملكة شارك فيها أحد الباحثين في المعهد الوطني للجيوفيزياء، وهو جلال اللبداوي، المختص في علم الزلازل، والمقيم حاليا في البرتغال، والذي كشف، في اتصال مع هسبريس، تفاصيل العملية البحرية التي أجريت بتمويل تقني ولوجيستيكي من طرف المعهدين الإسباني والألماني. وأوضح اللبداوي، الذي يشتغل مع أحد المراكز البحثية في مجال دراسة الزلازل بإيطاليا، أن "العملية التي شارك فيها المغرب كمراقب جاءت من أجل دراسة فالق (صدع) بحري يقع في البحر الأبيض المتوسط، بهدف جمع معطيات دقيقة حول النشاط الزلازالي بالمنطقة"، مضيفا أن "النتائج التي سيتم التوصل بفضل المعدات التقنية بعد 3 أشهر من الآن ستساهم في تحديد وتوقع حدوث زلازل مستقبلية في المنطقة، قد تكون خطيرة". وقال اللبداوي إن "تثبيت هذه المعدات سيمكن من قراءة الوضع الجيوفيزيائي مستقبلا، والذي قد يعرف وقوع زلازل قوية بالمنطقة، قد تصل إلى 7 درجات على سلم رختر، ما قد يتسبب في تداعيات كارثية"، حسب تعبيره، مستبعدا تعرض المنطقة المتوسطية لتسونامي في حال وقوع زلازل من هذا الحجم؛ ومشيرا إلى اهتمام الباحثين في الجارة الشمالية بالموضوع، "لما قد يشكله من خطورة مستقبلا". العملية أيضا ستساهم، حسب الخبير المغربي ذاته، في رصد التغيرات الجيوفزيائية الحاصلة في المنطقة البحرية "ألبوران"، بعد سلسلة الزلازل التي ضربت في يناير الماضي المنطقة الشمالية، وخصوصا مدينتا الحسيمة ومليلية المحتلة، ووصلت إلى حدود 6 درجات على سلم رختر، وتسببت في وقوع أضرار كبيرة، خاصة على مستوى البنية التحتية للثغر الإسباني.