بينما لم يرفع العلم الوطني متوجا بالذهب ولو لمرة واحدة في منافسات الألعاب الأولمبية التي أقيمت بريو دي جانيرو في الفترة ما بين 5 و21 غشت المنصرم، والتي عاد منها المغرب بميدالية برونزية يتيمة حصدها الملاكم المغربي محمد ربيعي، بعدما أقصي من دور نصف النهائي للمنافسة؛ نالت المشاركة المغربية في الألعاب "البارا-أولمبية" ثناء جل المغاربة. المشاركة المحتشمة التي بصم عليها الوفد المغربي المشارك في المسابقات الأولمبية خلق موجة من الاستياء لدى الجمهور المغربي، الذي تساءل عن أسباب خيبات هؤلاء الرياضيين المغاربة رغم الإمكانيات المادية المهمة التي رصدتها الدولة، إلى درجة أن 91 في المائة من المشاركين في استفتاء أجرته جريدة هسبريس عبروا عن رأيهم المؤيد لحل اللجنة الأولمبية. لكن الجمهور الرياضي المغربي استبشر خيرا بمشاركة الرياضيين المغاربة من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين حققوا إلى حدود الساعة نتائج جد مرضية، خلقت موجهة من الدعم والتشجيع على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي. النقص في الإمكانات الجسدية تحول إلى طاقة وعزيمة إضافية لدى المشاركين المغاربة في "بارا-أولمبياد ريو 2016"، لتحقيق نتائج مرضية تنسي المغاربة خيبات المشاركة في الأولمبيات. ووصل عدد الميداليات التي حصدها المغرب في المسابقة، على بعد يومين فقط من نهايتها، خمس ميداليات، منها ذهبيتا محمد أمكون، الذي حطم الرقم القياسي العالمي في مسابقة 400 متر (تي 13)، وعز الدين نويري في مسابقة رمي الجلة لفئة (إف 34)، وفضيتا الأمين شنتوف في مسابقة 5000 متر لفئتي (تي 12- 13)، ومهدي أفري في سباق 400 متر (تي 12)، وبرونزية لمحمد لهنة في مسابقة الترياثلون (بي تي 2). النتائج المحققة انعكست على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعا العديد من النشطاء إلى إيلاء أهمية أكبر بهذه الفئة، وتكريمها بما يليق بمجهوداتها وتمثيلها للمغرب في المنافسات البارا-أولمبية. يحي السعدي، الباحث في الشؤون الرياضية، اعتبر في حديثه لهسبريس ألا مجال للمقارنة بين الألعاب الأولمبية والألعاب البارا-أولمبية، "على اعتبار خصوصيات الأخيرة، التي تراعي العديد من النقاط، ومنها بالأساس تسهيل المأمورية على المتنافسين من ذوي الاحتياجات الخاصة"، مضيفا: "كل لعبة تتضمن ثمانية تصنيفات تقريبا، في حين أن الألعاب الأولمبية تعتمد صنفا واحدا من المشاركة". "لكن هذا لا يمنع من الإشادة بهؤلاء المشاركين، مادام أن العلم الوطني رفع هناك"، يضيف المتحدث نفسه مستدركا، كما دعا إلى "إحداث لجنة بارا-أولمبية بموجب قانون 30.09 المتعلق بالتربية البدنية والرياضية، كي تزيد من عملية المواكبة وتمارس حركية رياضية فعالة من شأنها أن تنعكس إيجابا على هذه الفئة"، حسب تعبيره. وشارك المغرب في "بارا-أولمبياد ريو 2016" ببعثة من 26 رياضيا ورياضية، منهم 14 عداءً، و10 لاعبين في كرة القدم للمكفوفين، وبطلة في رفع الأثقال، وبطل في الثرياتلون. وتعد هذه المشاركة الثامنة من نوعها للمملكة، بعد ألعاب سيول 1988، وبرشلونة 1992، وأطلنطا 1996، وسيدني 2000، وأثينا 2004، وبكين 2008، ولندن 2012.