في تصريحات مثيرة للجدل، قال المفكران المصريان عادل رفعت وبهجت النادي إن أحكام الإرث الواردة في القرآن هي آيات تخص الحقبة التي عاشها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا تتماشى مع العصر الحديث. وأشار المفكر بهجت النادي إلى أنه في عصر المساواة بين الجنسين، الذي يعرف تبوأ المرأة مناصب عليا، لا يمكن تصور أن تحصل على نصف حصة الرجل في الميراث. النادي أوضح، في لقاء نظمته جمعية "المواطنون" حول موضوع "ما لم يرد في القرآن"، أن النقاش الدائر حاليا في المغرب حول المساواة في الميراث بين المرأة والرجل يعتبر من الأمور التي يتوجب على جميع لدول الإسلامية الإنكباب عليها. وقال المتحدث، في نفس اللقاء الذي نظم مساء أمس الأربعاء بالدار البيضاء، إن القرآن يتضمن آيات لا تنطبق أحكامها على واقع اليوم المعاش، معتبرا أن المسلمين مطالبون بتفعيل الاجتهاد بشكل منفتح، والابتعاد عن كل صور التشدد في التعامل مع خصوصيات الزمن الراهن. أما عادل رفعت فهو يرى أن القرأن هو كلام الله، لكن هذا لا يعني الابتعاد عن ملاءمة مجموعة من الأحكام مع تطور البشرية، معتبرا أن إغلاق باب الاجتهاد كانت له تبعات كبيرة على الأمة الإسلامية، لكن القرن الماضي شهد بداية ظهور مجموعة من الأسماء التي شرعت في مناقشة الخطاب الديني القرآني، وهو أمر صحي يورد المتحدث. وأشار المفكر المصري إلى أن "العالم العربي كان أكثر انفتاحا، حيث أنه بعد الحرب العالمية الثانية ظهرت موجة جديدة الحداثة اللائيكية أبعدت الإسلام إلى خارج المحيط السياسي، لكن التشدد الديني عاد على يد السلفيين المتشددين وداعش، وهم الذين شوهوا صورة الإسلام بشكل كبير". وأضاف رفعت: "القرآن نزل من أجل مرحلة معينة ولمكان معين ولزمن معين في مجموعة من أحكامه، ولا بد من الاتصاف بنوع من الجرأة لطرح مجموعة من الأمور الواردة في القرآن على النقاش، والبحث عن الكيفية المثلى التي تمكن من الجمع بين الاستقلالية في القرار الشخصي والممارسة الدينية، بدون أي شكل من التشدد".