اختار المعهد الفرنسي مدينة مكناس لتكون مصدر إلهام لعدد من الفنانين ينتجون خلالها لوحاتهم وصورهم وما إلى ذلك من الأساليب الفنية؛ وذلك على غرار الفرنسي "دولاكروا" الذي كان قد رسم مئات اللوحات عقب زيارة له للمغرب. وأعلن المعهد الفرنسي عن تنظيمه للنسخة الأولى لملتقى "دفتر السفر لمكناس"، وذلك من 17 إلى 29 أكتوبر المقبل تحت شعار "على خطى دولاكروا"، بشراكة مع جماعة مكناس والمديرية الجهوية للثقافة بمكناس. الحدث ترجى منه المساهمة في النهوض بمدينة مكناس فنيا وثقافيا والتسويق لهذا الموروث عبر عملية دفتر السفر في إطار إقامة للفنانين ستمتد طيلة 15 يوما، بمشاركة الفرنسيين باتريك سينغ ولوران كورفيزيي وإريك فاكيي وإيف بومنيل وجوليان ديسكوسي والمغربي عزيز أوموسى، حيث ستشكل العاصمة الإسماعيلية "مصدرا لإلهام هؤلاء الفنانين من رسم وتصوير وما إلى ذلك، كل حسب أسلوبه وأدواته، حسب بلاغ للمعهد. وأشار البلاغ إلى قصة "دولاكروا" الذي كان قد سافر برفقة دبلوماسي يُدعى لوكونت دي مورناي إلى المغرب عام 1832م، لمقابلة سلطان البلاد وبحث بعض المستجدات التي طرأت غداة احتلال فرنسا للجزائر. ووصلت البعثة الدبلوماسية إلى طنجة في أواخر يناير من ذلك العام، ومنها انتقلت إلى مكناس لمقابلة السلطان قبل أن تعود أدراجها إلى فرنسا. ويضيف البلاغ: "ستة أشهر أمضاها دولاكروا في المغرب، لم تشغل المهمة الدبلوماسية إلا بضعة أيام منها. فتسنَّى له أن يشبع فضوله وعطشه إلى استكشاف عالم يختلف كل الاختلاف عن المدينةالباريسية. رسم دولاكروا في هذه الرحلة مئات وربما آلاف الرسوم ومن دون توقف، معظمها بالقلم الفحمي، وبعضها بالألوان المائية، وملأ دفاتر كاملة بالملاحظات التشكيلية حول مشاهداته. الأمر الذي وفَّر له مخزوناً لرسم مئة لوحة ذات مواضيع مستشرقة، ظلت تشغله حتى وفاته في باريس بعد تلك الرحلة بعد 31 سنة على تلك الرحلة". يذكر أن تنظيم الحدث سيعرف حضور طلاب مدارس الفنون الجميلة بتطوان والدار البيضاء بهدف اقتسام التجربة وأخذ مشعل الإبداع، كما سيعرف تنظيم ورشات عمل لاكتشاف وإنجاز "دفتر السفر" للصغار والكبار.