ينظم المعهد الفرنسي، و بشراكة مع جماعة مكناس و المديرية الجهوية للثقافة بمكناس، النسخة الأولى لملتقى دفتر السفر لمكناس، وذلك من 17 إلى 29 أكتوبر 2016 تحت شعار " على خطى دولاكروا". ففي عام 1832م، سافر ديلاكروا برفقة دبلوماسي يُدعى لوكونت دي مورناي إلى المغرب، لمقابلة سلطان البلاد وبحث بعض المستجدات التي طرأت غداة احتلال فرنسا للجزائر. ووصلت البعثة الدبلوماسية هذه إلى طنجة في أواخر يناير من ذلك العام، ومنها انتقلت إلى مكناس لمقابلة السلطان قبل أن تعود أدراجها إلى فرنسا. ستة أشهر أمضاها ديلاكروا في المغرب، لم تشغل المهمة الدبلوماسية إلا بضعة أيام منها. فتسنَّى له أن يشبع فضوله وعطشه إلى استكشاف عالم يختلف كل الاختلاف عن المدينةالباريسية. رسم ديلاكروا في هذه الرحلة مئات وربما آلاف الرسوم ومن دون توقف، معظمها بالقلم الفحمي، وبعضها بالألوان المائية، وملأ دفاتر كاملة بالملاحظات التشكيلية حول مشاهداته. الأمر الذي وفر له مخزوناً لرسم مئة لوحة ذات مواضيع مستشرقة، ظلت تشغله حتى وفاته في باريس بعد تلك الرحلة بعد 31 سنة على تلك الرحلة.. يرجى من هذا الحدث الفريد من نوعه المساهمة في النهوض بمدينة مكناس فنيا وثقافيا و التسويق لهذا الموروث عبر عملية دفتر السفر في إطار إقامة للفنانين ستمتد طيلة 15 يوما بمشاركة الفرنسيين باتريك سينغ، لوران كورفيزيي، إريك فاكيي، إيف بومنيل، جوليان ديسكوسي، و المغربي عزيز أوموسى، حيث ستشكل العاصمة الإسماعيلية مصدرا لإلهام هؤلاء الفنانين من رسم و تصوير وما إلى ذلك كل حسب أسلوبه و أدواته..كما سيحضر في الأسبوع الثاني للتظاهرة طلاب مدارس الفنون الجميلة بتطوان و الدارالبيضاء بهدف اقتسام التجربة و أخد مشعل الإبداع. وستتخلل الدورة ندوة من تأطير الأستاذ الباحث في الآداب و العلوم الإنسانية محمد الساوري حول "دفاترالفنانين" و ذلك يوم الخميس 20 أكتوبر على الساعة السادسة و النصف مساء بمكتبة المعهد الفرنسي. كما ستعرف تنظيم ورشات عمل لاكتشاف و إنجاز" دفتر السفر" للصغار و الكبار.و ستختتم هذه التظاهرة الثقافية يوم السبت 29 أكتوبر ابتداء من الساعة السادسة و النصف مساء بالمدرسة البوعنانية التي ستشهد معرضا شاملا لأشغال اللقاء، مرفوقا بحكاية موسيقية حول رحلة ديلاكروا بالمغرب من أداء الحكواتي فريديريك كالميس والموسيقي ليو فابر كارتيي.