قالت حياة مشفوع، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، إن المشاركة السياسية للأشخاص ذوي الإعاقة رهينة بالشخص المعاق ذاته وبالأحزاب السياسية على حد سواء، مطالبة بتخصيص "كوطا" تمكن من تواجد هذه الشريحة من المغاربة داخل المؤسسة التشريعية. مشفوع، التي كانت تتحدث في ندوة وطنية حول "المشاركة السياسية للأشخاص ذوي الإعاقة بالمغرب"، أوردت أن التحدي الذي ما زال مطروحا أمام الشخص ذي الإعاقة يبقى متمثلا في إيمانه بقدراته الخاصة، "هل عنده استعداد للاعتراف بكفاءته ودخول غمار الحياة السياسية؟". وطرحت نائبة عمدة مراكش السابقة علاقة الأحزاب السياسية بالأشخاص ذوي الإعاقة، متسائلة عن مدى قدرتها على التعاطي مع هذه الفئة وإتاحة الفرصة لها واحتضان الكفاءات، معتبرة أن المجتمع مطالب بتغيير نظرته تجاه المعاقين "المتميزين بالكفاءة والنزاهة والعطاء". الناشطة السياسية قاربت التعاطي الحقوقي مع ملف ذوي الإعاقة بقولها: "لولا نضال الحقوقيين لما كنت نائبة لعمدة مراكش التي تعد ميزانيتها الثانية وطنيا بعد الدارالبيضاء"، معتبرة أنها شاركت في انتخابات 2009 الجماعية دون أن تجد أي تمييز، "وجدت حزبا احتضنني دون شروط، وترشحت ضمن اللائحة الرسمية، وتم التصويت لصالحي دون تمييز". واستطردت مشفوع، مستعرضة تجربتها الشخصية وهي من ذوي الإعاقة، بأنها تقلدت منصب نائبة لعمدة مراكش، فاطمة الزهراء المنصوري، "كنت نائبة في المجلس الجماعي الذي يضم 96 عضوا رغم ذلك تم التصويت لي كنائبة، وكنا فقط امرأتين برفقة العمدة في المجلس بينما البقية رجال". "أتمنى من الأحزاب أن تعطي الفرصة لذوي الإعاقة وتضعهم نصب أعينها، ولا ننسى أن روزفلت قاد أمريكا في عز الأزمة واستطاع بحنكته إيصالها إلى بر الأمان رغم أنه كان معاقا"، تضيف حياة مشفوع التي قالت: "كفانا من أن ننظر له (الشخص المعاق) على أنه عقبة، بل يجب تهييء الظروف، بما فيها الولوجيات والمرافق، لتكون هذه الشريحة من المجتمع مساهمة في تنمية وطنها". وكشفت المتحدثة أن الإعاقة تظل معاناة "لا يحسها إلا من يعيشها والمحيطون به"، معتبرة أن الجانب الواقعي للأشخاص ذوي الإعاقة يفرز لا محالة مطالبة بحقوق "لا يعرفها إلا المعاق وأسرته والمحيطون به والحقوقيون ممن يناضلون لصالح الفئات الهشة"، لتخلص إلى أن المجتمع المغربي بالرغم من التمثلات التي يحملها تجاه فئة المعاقين، "فهناك جانب متحضر ممن يثقون في الكفاءات رغم الإعاقة".