شدّد أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، على أن المغاربة، داخل الوطن كما خارجه، يتذكرون مضامين الخطاب الملكيّ ليوم 30 يوليوز 2015 بشأن الأداء القنصليّ؛ وهو الخطاب الذي كان وراء إطلاق مسلسل إصلاح المراكز القنصلية للمملكة. وأضاف المسؤول الحكوميّ، ضمن تصريح لهسبريس، أن أدوار المراكز القنصلية تجعلها واجهة للإنصات والتجاوب مع المغاربة المقيمين في الخارج. وأردف أنّ خطاب الملك محمد السادس قد أطلق دينامية الإصلاح بخطوة أولى تمفصلت حول تغيير عدد من القناصل. "التعاطي الإصلاحي نفسه همّ محاور عديدة؛ منها ما يتعلق بالموارد البشريّة؛ بانتقائها وتكوينها وتأهيلها"، يقول بيرو قبل أن يسترسل: "أدوار القناصل تتطلب مواصفات معينة، أبرزها الإنصات والتفاعل لأجل التمكّن من تدبير مشاكل الجالية في مجتمعات الإقامة، دون إغفال وجوب تمكين مغاربة العالم من التعبير عن انتظاراتهم". وذكر الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، على متن التصريح ذاته، أن الشق الثاني من الإصلاح يمس البنيات التحتية للفضاءات القنصلية لكونها مقصدا للمغاربة في الخارج؛ وهو ما يتطلب جعلها في مستوى عال. كما أكّد بيرو أن الدينامية، التي أطلقها الملك محمد السادس قبل عام ونيف من الآن، لها جانب آخر مرتبط بتحقيق جودة الخدمات القنصلية، حيث "إن خطاب عيد العرش لسنة 2015 أطلق سلسلة اجتماعات لمؤسسات الوزارات المعنيّة من أجل تبسيط المساطر الإدارية". "إصلاح المراكز القنصلية انطلق بقوة وثبات، ومن المؤكّد أن المغاربة المقيمين بالخارج قد لاحظوا تحولا، قد لا يكون كبيرا وعميقا؛ لكنه يعبر عن إرادة حقيقية للوصول إلى مستوى الانتظارات، خاصة أن هذه الشريحة من المغاربة تستفيد من مستوى جودة معيّن تتحلّى به الخدمات الإدارية التي تقدمها الدول التي يوجدون فيها. ومن الطبيعي والمشروع أن يطالبوا بالجودة نفسها من الخدمات في قنصليات بلدهم الأم"، يزيد الوزير بيرو. وصرّح المسؤول ذاته لهسبريس بأن "القنصليات تلعب دورا كبيرا في كل برامج الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة"، مدققا: "على سبيل المثال لا الحصر، أذكر أن ترحيل الجثامين صوب أرض الوطن يجري بتعاون القنصليات وتنسيقٍ معها كي يتحقق النقل في وقت قصير، إضافة إلى أجرأة برامج من قبيل تنظيم الجامعات الصيفية والمقامات الثقافية، وكل ما يتصل ببرامج الدعم المدرسي لأطفال الجالية.. وأعتبر أن القنصليات هي بمثابة مصالح خارجية للوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة؛ لأن لها علاقة بأدائنا، مثلما تتصل بأداء وزارة الشؤون الخارجية والتعاون.. ودينامية الإصلاح التي تحركت على مستوى المراكز القنصليّة ستمكن، عند اكتمالها، من إغناء العمل الذي يتم على مستوى الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، حتى تغدو أكثر قربا من مغاربة العالم". أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، ختم تصريحه لهسبريس بالتشديد على أن العمل مع القنصليات، من وسط الإصلاح المطلوب، هو أساس ترتقي الخدمات المقدمة لمغاربة العالم؛ حتى تبلغ مستوى تنال فيه رضا المغاربة المقيمين بالخارج، وأيضا مواكبا رؤية الملك محمد السادس المرتبطة بالجالية، وهي التي تتمركز في صلب انشغالاته.