على بعد أقل من أسبوع على عيد الأضحى المبارك، يستمر ثمن الأضاحي في الارتفاع، وصل في حده الأدنى 2000 درهم، كما عاينت ذلك هسبريس في بعض المحلات التي خصصت لهذا الغرض بالعاصمة الرباط. أسباب الغلاء ارتبطت بشكل واضح بقلة الأمطار هذه السنة، كما جاء على لسان العديد من البائعين، ما جعل قيمة الإنفاق على الأغنام ترتفع أكثر؛ "لقد اضطررنا إلى شراء العلف مدة حوالي تسعة أشهر، فهل تريد منا أن نبيع الأكباش ب1000 درهم"، يتساءل أحد المشرفين على "كاراج" به بعض الأغنام وسط الرباط، قبل أن يضيف: "هدشي كامل لي كتشوف فيه مبيوع، وحتى واحد ما ناقص على 3000 درهم". بنمبارك فنيري، رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، وفي حديثه لهسبريس، تساءل بدوره: "هل مبلغ 2000 أو 2500 درهم من شأنه أن يثقل كاهل المغاربة"، ليجيب: "أعتقد أن القدرة الشرائية للمغاربة مرتفعة نوعا ما، ولا أظن أن الأثمنة الحالية قد تمنعهم من اقتناء الأضاحي". وبالنسبة لبنمبارك، فحتى لو وصل ثمن الأضاحي إلى 3000 أو 3500 درهم فهو شيء منطقي، لأن "الكسّابة أنفقوا أموالا كثيرة لرعاية الأضاحي طوال أشهر نظرا لقلة الأمطار، وعيد الأضحى موعد مهم لمالكي الأغنام ليبيعوا أكبر قدر ممكن منها"، معتبرا أن الأغنام التي لن تباع هذا الموسم ستشكل كلفة زائدة على أصحابها. وحول ما إذا كان الثمن سينخفض مع اقتراب يوم الاثنين المقبل، لم يستبعد بنمبارك هذا الطرح، مردفا أنه في بعض الأحيان الأثمنة ترتفع، لكن ربما هذه السنة قد تعرف انخفاضا نوعا ما. وزاد المتحدث نفسه أن سوق الطلب لهذا العام، مثل العام الماضي، يقارب 6 ملايين أضحية، وهو عرض وافر يفرض على الكسابة البيع، لأنه "إلا بقات شي حاجة را ما كاين ما يوكلوها"، بتعبير رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز. بدوره اعتبر بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة الوطنية لحقوق المستهلك، أن ارتفاع أثمنة الأضاحي كان متوقعا بشكل كبير، "على الأقل أن تصل نسبة الزيادة إلى 30 بالمئة مقارنة مع العام الماضي، نظرا لأن السنة كانت غير ممطرة، وبما أنه سوق حر، فيبقى المحدد الرئيسي للثمن هو المساومة بين البائع والمشتري". لكن غالبا ما تعرف الأثمنة انخفاضا مع اقتراب العيد لأن الثمن خاضع للعرض والطلب، وكلما كان الطلب كبيرا كان الثمن أغلى والعكس صحيح، بحسب رئيس الجامعة الوطنية لحقوق المستهلك الذي أضاف أن "الشناقة يساهمون في ارتفاع أثمنة الأضاحي". ونصح الخراطي المواطنين بالقيام بجولات متكررة في الأسواق لمعرفة الأثمنة التي تناسبهم دون انتظار الأيام الأخيرة لحلول يوم عيد، "على الأقل لتكوين فكرة عامة على الثمن رغم أنه سوق حر ولا ضابط للثمن"، بتعبيره. *صحافي متدرب