أغلق المجال الجوي الأيسلندي مؤقتا، الأحد 22 ماي، بسبب ثورة البركان الأكثر نشاطا في البلاد، مرسلا الرماد البركاني فوق دول أوروبية، وذلك بعد سنة من ثوران بركان ايافيول الذي سبب حالة فوضى عارمة في حركة النقل الجوي العالمي مع احتجاز ملايين المسافرين في المطارات. وثار البركان غريمسفوتن، الذي يقع على جبل فاتنايوكول الجليدي جنوب شرق أيسلندا، والذي يعتبر أكثر البراكين نشاطا في البلاد الذي ثار تسع مرات بين العامين 1922 و2004.
وتسبب ثوران البركان في تكوّن سحابة ضخمة من الدخان بلغ ارتفاعها «ما لا يقل عن 17 كيلومترا»، حسب اينار كيارتنسون الخبير الجيوفيزيائي في معهد الأرصاد الجوية.
وقررت السلطات الملاحية الأيسلندية على الفور إغلاق المجال الجوي للبلاد مؤقتا. وعلاوة على الرحلات الآتية إلى البلاد والمقلعة منها يؤثر إغلاق المجال الجوي الأيسلندي أيضا على الحركة الملاحية العالمية لأنه يقع وسط الطرق الأوروبية والأطلسية، غير أن منظمة الأمن الجوي الأوروبية (يوروكونترول) أعلنت أنها لا تتوقع أن تكون لثورة البركان انعكاسات على رحلات بقية بلدان أوروبا على الأقل خلال الساعات ال24 المقبلة.
وفي أبريل 2010 تسببت ثورة بركان ايافيول الأيسلندي في فوضى عارمة في حركة النقل الجوي العالمي، حيث أدت إلى اكبر عملية إغلاق للمجال الجوي في أوروبا في زمن السلم وإلغاء أكثر من 100 ألف رحلة جوية وتعطل سفر أكثر من ثمانية ملايين راكب لمدة شهر.
وتخشى السلطات الملاحية من أن تتسرب جزيئات من الرماد البركاني، التي انتشرت على نطاق واسع في الأجواء الأوروبية والأطلسية بواسطة الرياح، إلى محركات الطائرات وتتسبب في تعطليها، إلا أن خبراء في معهد الأرصاد الجوية ابدوا تفاؤلا نسبيا متوقعين ألا تكون لثورة البركان نفس الانعكاسات. وقال العالم الجيوفيزيائي غونار غودمندسون "لا أظن انه سيكون لذلك انعكاس مثل بركان ايافيول لان الرماد ليس بنفس دقة الصغر". وأوضح أن "ثورة البركان قوية لكن الرماد يتكون من البازلت وهي مادة أكثر ثقلا وتسقط بسرعة على الأرض".
وتلقت شركات طيران تحذيرا من أن الرماد المتصاعد من بركان في أيسلندا قد يصل إلى شمال اسكتلندا بحلول الغد والى أجزاء من بريطانيا وفرنسا واسبانيا بحلول الخميس أو الجمعة إذا استمر ثوران البركان بنفس المعدل. وقال مسؤول أرصاد جوية، في باريس، إن التحذير يعتمد على احدث توقعات لطقس الأيام الخمسة المقبلة لكن يجب التعامل معه بحرص بسبب فترة التوقعات ووجود تيارات جوية مختلفة عن تلك السائدة في وقت أزمة الرماد البركاني العام الماضي.