قال سعيد عويطة، البطل المغربي العالمي السابق في رياضة ألعاب القوى صاحب الميدالية الذهبية لمسافة 5000 متر في أولمبياد "لوس أنجلس 1984" وبرونزية 800 متر في أولمبياد "سيول 1988"، إنه كان يتوقع أن تحصد الرياضة المغربية نتائج أفضل في الألعاب الأولمبية ب"ريو". وأشار عويطة في حوار مع "هسبورت" إلى أنه توقع ثلاث إلى أربع ميداليات على الأقل تحصدها أم الرياضات، ألعاب القوى، خصوصا وأن الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى وفرت كل الظروف المادية لتألق الأبطال المغاربة. تابعتم باهتمام أولمبياد "ريو2016".. ما هي أبرز الخلاصات التي خرجتم بها؟ من بين أبرز ما استخلصته من دورة الألعاب الأولمبية "ريو2016" هو كون بعض الدول طورت كثيرا من مستواها وتحصلت على عدة ميداليات، بالأخص بريطانيا التي كانت قوية جدا في هذه الدورة، محتلة بالتالي المركز الثاني في جدول ترتيب الميداليات خلف الولاياتالمتحدةالأمريكية. في المقابل، النقطة السلبية في نظري هي حضور الدول العربية في "ريو" التي لم يقدم رياضيوها المستوى المطلوب؛ إذ اكتفينا ببعض الميداليات، كتلك الذهبية التي حققتها الأردن في رياضة التايكواندو وأخرى حققتها البحرين في ألعاب القوى، وهذا مرده إلى عدم معرفة العرب كيفية إعداد بطل أولمبي في زمن محدد. ميدالية برونزية يتيمة كانت حصيلة الرياضة المغربية.. هل كان ذلك منتظرا؟ لم أكن أنتظر أن تكون المحصلة من المشاركة المغربية في "ريو2016" ميدالية برونزية يتيمة؛ إذ كنت أتطلع إلى حصد ثلاث أو أربع ميداليات في ألعاب القوى، إضافة إلى أنني كنت أنتظر أن يظفر الملاكم محمد ربيعي بميدالية ذهبية، فقد كان يستحق أفضل من البرونزية. ألعاب القوى المغربية تغيب عن "البوديوم" الأولمبي لأول مرة منذ 1984.. ما السبب في ذلك؟ غيابها يعد ضربة موجعة لألعاب القوى المغربية، وقد استغربت كما هو الشأن بالنسبة إلى متتبعي رياضة "أم الألعاب"، وذلك بالنظر إلى الدعم المادي والمعنوي واللوجستيكي لدعم الأبطال المغاربة. أعتقد أن السبب الرئيسي يعود إلى غياب مدربين قادرين على إعداد أبطال أولمبيين. وهناك أيضا من سلك سبلا غير قانونية، وآخرون يريدون أن يطبقوا برامج تداريب يتلقونها عبر "الانترنيت". عقدت آمال كبيرة على عبد العاطي إيكيدير في مسافة 1500 متر.. ما الذي كان ينقص العداء المغربي للتتويج مرة أخرى بميدالية؟ الآمال دائما كانت معلقة على العداء عبد العاطي إيكيدير في مسافة 1500 متر خلال السنوات العشر الأخيرة، وهو الأمر الذي لا يجوز، لأن البطل المغربي أعطى الشيء الكثير لألعاب القوى المغربية في فئتي الشبان والكبار، ويظل التساؤل مطروحا حول تحميله مسؤولية كبيرة وهو الآن في سن متقدم. بخصوص السباق النهائي لمسافة 1500 متر في "ريو 2016"، فإيكيدير كان إيقاعه بطيئا جدا، وهو ما أتاح فرصة للعداء الأمريكي للفوز، ذلك ما لم يتعامل معه إيكيدير بالطريقة الأنسب. لابد من أن نشكر عبد العاطي إيكيدير لأنه قدم إنجازات كثيرة لألعاب القوى المغربية، ولا يجب لومه على عدم الظفر بميدالية في دورة الأولمبياد السابقة. هل يمكن اعتبار العداءين المغربيين مصطفى إسماعيلي وسفيان بقالي نقطتي ضوء "أم الألعاب" المغربية في ريو؟ شارك العداءان المغربيان مصطفى إسماعيلي وسفيان بقالي لأول مرة في "الأولمبياد"، لمست نقص تجربة لدى البطلين التي تكتسب من خلال المشاركة في ملتقيات كثيرة للعصبة الماسية وسلسلة التحدي. على ما يبدو، إذا تدرب العداءان بالطريقة الأنسب، فلا شك أنهما سيكونان بطلين متميزين لرياضة ألعاب القوى المغربية. ألا تراود سعيد عويطة رغبة في العودة إلى الإدارة التقنية لألعاب القوى المغربية ولم لا رئاسة الجامعة مستقبلا؟ كل مهاجر من أي دولة ما يراوده دائما هو رغبة العودة للاشتغال في بلده، وهو الشأن نفسه بالنسبة إلى سعيد عويطة، كانت لدي تجربتان تسييريتان سيئتان خلال 1993 و2008، دون الرجوع إلى بعض الأسباب الحقيقية التي ساهمت في ذلك. في حالة فكرت في العودة للتسيير في المغرب، سأحتاج إلى ضمانات من المسؤولين لحماية استقرار الإدارة التقنية لألعاب القوى المغربية، لأنه لا يصح تغيير هذا الجهاز قبل أربع سنوات، وهي المدة التي يمكن أن تعد فيها بطلا أولمبيا. مشكل رياضة ألعاب القوى المغربية ليس في رئاسة الجامعة، فهذه الأخيرة اشتغلت على أوراش كبرى في البنى التحتية وجعلت ملتقى الرباط يدخل ضمن برنامج العصبة الماسية الدولية، لكن الخلل يكمن في الجانب الفني وعدم الاستقرار في الإدارة التقنية التي ينبغي أن تكون مستقلة في إعداد الأبطال بعيدا عن إرضاء خواطر الأعضاء الجامعيين. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيّين زوروا Hesport.Com