نصب العشرات من الشباب الإسبان معظمهم من الحركة الاحتجاجية "الديمقراطية الحقيقية الآن", الاثنين بوسط العاصمة الاسبانية, خياما للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. . وحسب منظمي هذه المبادرة, التي تندرج في إطار مظاهرات شهدتها يوم الأحد العديد من المدن الاسبانية وفي مقدمتها مدريد استجابة لنداء تم تداوله على الشبكة الاجتماعية "فايسبوك", فإنها تأتي للتعبير عن استياء الشباب الإسبان من الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد. ويعتزم هؤلاء المعتصمون، البالغ عددهم حوالي مائة شخصا لحد عشية الاثنين، الاستمرار في حركتهم الاحتجاجية المطالبة ب`"الكرامة واسترعاء الضمير السياسي والاجتماعي" إلى غاية يوم الاحد القادم الذي من المقرر أن يشهد إجراء الانتخابات المحلية الاسبانية.. وأعرب المعتصمون عن أملهم في أن ينضم شباب آخرون إلى هذه المبادرة من أجل تحقيق استمرارية للمظاهرة العارمة التي شهدتها العاصمة الاسبانية يوم الأحد.. كما يطالب المعتصمون بإطلاق سراح وعدم متابعة 24 شخصا ألقي عليهم القبض ضمن مظاهرات الأحد بوسط مدريد. وكان المتظاهرون الذين بلغ عددهم حسب المنظمين حوالي 25 ألف شخص قد تجمعوا مساء الأحد في ساحة "ثيبيليس" الشهيرة وسط مدريد قبل التوجه إلى ساحة "سول" للتعبير عن رفضهم اعتبار المواطنين "بضاعة في أيدي السياسيين والمصرفيين", مطالبين بمحاسبة المتسببين في وقوع الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها إسبانيا مما أدى إلى ارتفاع مهول في معدلات البطالة.. كما طالب المتظاهرون بإعادة النظر في القانون الانتخابي الذي وصفوه ب`"الفاسد" لكونه يساهم في تشكيل المشهد السياسي في البلاد. ونقلت وسائل الاعلام الاسبانية، الاثنين، عن المتحدث باسم حركة "الديمقراطية الحقيقية الآن"، فابيو غاندارا، قوله:"بالرغم من عدم وجود إثباتات واضحة عن المتسببين الحقيقيين في الوضع السياسي والاجتماعي لكننا نطالب بمراجعة القانون الانتخابي الحالي الذي يفرض على البلاد نظام القطبين الحزبيين". العديد من الشخصيات الاسبانية من عالم السياسة والثقافة كانت قد وجهت "نداء عاجلا" إلى المواطنين الإسبان من أجل المطالبة بالتغيير.. وأكدت هذه الشخصيات في وثيقة تم تقديمها مؤخرا في مدريد على ضرورة "إيقاظ وعي المواطنين الاسبان" لمواجهة وضعية تهدد "الديمقراطية والعدالة والرفاهية الاجتماعية" في إسبانيا. وفي هذا الصدد قال موقعو هذا البيان "نحن نوجه هذا النداء لأننا نعتقد أنه من العاجل إيقاظ ضمير الرأي العام من أجل أن يتعبأ الشعب الاسباني لتغيير الوضعية التي وصلت إليها إسبانيا".. وأكدوا أنهم وجهوا هذا النداء لكونهم قلقين بشأن إمكانية "التقليص من المكتسبات الاجتماعية والديمقراطية والثقافية التي تم تحقيقها خلال الثلاثين سنة الماضية" في إسبانيا وللاحتجاج ضد الليبرالية الجديدة والرأسمالية المتوحشة التي أبانت عن محدوديتها. وأشار ذات البيان الذي وقعه حوالي ثلاثين من الكتاب والفنانين والاكاديميين والنقابيين والسياسين، أغلبهم من اليسار، إلى "استعجالية تتوحد المواطنين الاسبان لمواجهة الانتهاكات التي يعاني منها العمال والعاطلون عن العمل والمتقاعدون وأصحاب المشاريع الصغرى والمتوسطة".. وأوضح الموقعون على الوثيقة بأن "الديمقراطية والعدالة والرفاهية مهددة في إسبانيا حيث يتم تهميش الرأي العام وحيث لا يتم محاسبة الممولين عن الاضرار المرتكبة.. في الوقت الذي يتم فيها تمويل التدابير المتخذة للتغلب على الأزمة على حساب الضحايا أنفسهم".