لازال الملف المعروف إعلاميا ب"فضيحة خدام الدولة"، التي اندلعت بعد تسريب وثائق كشفت عمليات تفويت لبقع أرضية في أحد أرقى أحياء الرباط لفائدة مسؤولين سامين ورجال سلطة بأسعار بخسة، يثير السجال وردود الفعل التي تواكب تداعيات هذا التفويت الذي أثار ضجة عارمة بالبلاد. وفي هذا الصدد، قال حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، في لقاء جمعه اليوم الأحد مع أطر وأعضاء حزبه بالدارالبيضاء الكبرى، مرفوقا بكريم غلاب، وزير النقل السابق، إن "الاستقرار في البلاد يضمنه ويرسيه الفقراء الذين يبيتون جائعين، وليس من يتلقون الرواتب السمينة ويسمون "خدام الدولة""، حسب تعبيره. وشدد شباط على أن "خدام الدولة"، وهو المصطلح الذي تضمنه بلاغ مشترك لوزارتي الداخلية والمالية ردا على قضية تفويت بقعة أرضية فسيحة لفائدة والي الرباط وسلا، عبد الوافي لفتيت، بثمن 350 درهما للمتر الواحد، "يتشكلون من أبناء الشعب المغربي، وليس من غيرهم". وتابع الأمين العام ل"حزب الميزان" بأن "خدام الدولة هم هذا الشعب؛ أما الوالي فيمتلك 3 فيلات ويرغب في زيادة فيلا رابعة"، قبل أن يضيف: "غير معقول أن يتم منحه أرضا بسعر 350 درهما للمتر، بينما صاحب "النوالة" يطالب بسداد 1200 درهم". ولم يفت شباط، خلال كلمته التي ألقاها أمام جمع من أعضاء حزب الاستقلال، أن يوجه سهام نقده إلى حكومة عبد الإله بنكيران، رغم "الهدنة السياسية" التي أبرمها مع رئيس الحكومة في الفترة الأخيرة، واصطفافه إلى جانب حزب العدالة والتنمية في مواجهة ما يسميانه "التحكم". وقال زعيم حزب "السي علال" إن العجز الاقتصادي الحاصل حاليا في البلاد يُعزى أساسا إلى قرارات الحكومة في القطاعات الاجتماعية خصوصا، مشيرا إلى "قرار حكومة بنكيران الزيادة في الأسعار، والزيادة في الفواتير، والزيادة في عدد الجائعين، والزيادة في عدد الأكواخ..."، حسب تعبيره. وتطرق شباط، في مداخلته التي دشنها بقراءة سورة الفاتحة على ضحايا عمارة سباتة بالدارالبيضاء، الذين بلغوا إلى حدود اليوم أربعة قتلى والعديد من الجرحى، (تطرق) إلى موضوع انهيار العمارة المكونة من أربعة طوابق، وقال إن "الحادث يسيء إلى صورة وسمعة البلاد". وأورد الزعيم الاستقلالي أن "ثروة المغرب يتعين أن توزع على جميع أفراد الشعب، ليحصل كل فرد على "خبزته""، حسب تعبيره، مضيفا: "ليس لدينا مشكل مع الأغنياء في مراكمة ثرواتهم بالدرهم أو الدولار، لكن الشعب لا يجب أن يبيت في الرصيف، أو تسقط على رؤوسه المنازل والعمارات".