بضمير مرتاح أقول لك إنني أكرهك إلى أبعد الحدود. هنا والآن، أنا أكرهك خالد الناصري. فلتنزعج إذن. فلتتنرفز. فلتكرهني كما أكرهك. لا يهمني أبدا، فأنت تكذب يا معالي الوزير. ماذا سيحدث إن أعلن صحافي أنه يكره الناطق الرسمي باسم الحكومة؟ بالتأكيد ما سيحدث لن يكون أكثر مما حدث لنا يوم الأحد 15 ماي الماضي، حين نكل بنا البوليس، أيما تنكيل، أمام "أسواق السلام" بمدينة تمارة، ونحن نؤدي واجبنا المهني في تغطية "بيكنيك" شباب "حركة 20 فبراير" إلى معتقل تمارة السري. ضربنا البوليس. شتموا أمهاتنا. أهانونا إلى أبعد الحدود، وقالوا لنا من بين ما قالوه: "الله ينعل بوك إذا كنت صحافي سير تقود من هنا يا ولد الق..". وتأتي أنت في نفس الليلة، لتصرح بصوت لا يخجل: "عناصر الأمن قامت بتفريق المتظاهرين بكيفية حضارية لم تسفر عن أي اعتقال". وهنا سأكرر لك العبارة الأولى، لكي ترن في أذنيك جيدا: أنت تكذب معالي الوزير.. وأنا أكرهك هنا والآن. فلتنزعج إذن. فلتتنرفز. فلتكرهني كما أكرهك. "عناصر الأمن فرقت المتظاهرين بكيفية حضارية". اللعنة على هذا كلام. الأكيد أنك كنت تقصد حضارة أخرى عندما نطقت بهذه الكلمات المسمومة. أنت الآن تدافع عن الشيطان فقط. أخبر "جنودك" في الوزارة أن يضيفوا هذا الكلام إلى جانب اسمي في اللائحة السوداء للصحافيين الموجودة بإحدى أدراج وزارتك. أنت لا تهم. وزارتك لا تهم. نرفزتك لا تهم. ولائحتك السوداء لا تهم أيضا. "جري طوالك". "اللي عندو سيدو.. عندو للاه". ما ستفعله لن يكون أعنف مما فعله رجال الأمن بالمصور الصحافي ليومية "الصباح"، عبد المجيد بزيوات، عندما نزلوا على عنقه بتلك العصا السوداء الغليظة، بضربة قوية أسقطته على الأرض مباشرة. ما ستفعله لن يكون أعنف من الضربة التي تلقها صحافي يومية "الاتحاد الاشتراكي"، المختار الزياني، على عموده الفقري وخصره. ثم تأتي أنت ببرودة دم لتكذب علينا جميعا بتعليق بئيس وبارد مفاده: "عناصر الأمن فرقت المتظاهرين بكيفية حضارية". وسأكرر لك العبارة الأولى أعلاه للمرة الثالثة.. لترن في أذنيك جيدا: أنت تكذب معالي الوزير.. وأنا أكرهك، هنا والآن. فلتنزعج إذن. فلتتنرفز. فلتكرهني كما أكرهك. عناصر الأمن في تمارة لم تفرق المتظاهرين بكيفية حضارية، كما تقول كذبة خالد الناصري البئيسة.. عناصر الأمن فرقت شباب 20 فبراير بوحشية وهمجية وإجرام وعنف وانحطاط وإهانة... هذه هي الحقيقة، وهذا ما شاهده كل من حضر أمام "أسواق السلام" بمدينة تمارة يوم الأحد 15 ماي على الساعة العاشرة صباحا. لقد شاهدنا بوليسك "الحضاري" يا معالي الوزير، يجر شبابا في عمر الزهور من شعورهم و"يمرمدهم" في الأرض. لقد شاهدنا بوليسك "الحضاري" يا معالي الوزير، ينزل عصيه الإجرامية على أجساد ضعيفة ونحيلة جاءت لتصرخ وتحتج بشكل سلمي. لقد شاهدنا بوليسك "الحضاري" يا معالي الوزير يرمي بثلاثة منقابات وطفلة صغيرة على ظهر "بيكوب" تحملهم بأقصى سرعة، لا ندري أين. لقد شاهدنا بوليسك "الحضاري" يا معالي الوزير يفتح رأس واحد من شباب "حركة 20 فبراير" بضربة قوية لا ترحم. لقد شاهدنا بوليسك "الحضاري" يامعالي الوزير يرتدي صدريات ضد الرصاص في وجه متظاهرين سلميين. واكتمل المشهد بأن قام بوليسك "الحضاري" يا خالد الناصري بالتنكيل بالصحافيين. وسأكرر لك العبارة الأولى أعلاه للمرة الرابعة.. لترن في أذنيك جيدا: أنت تكذب معالي الوزير.. وأنا أكرهك، هنا والآن. فلتنزعج إذن. فلتتنرفز. فلتكرهني كما أكرهك. لن نسمح لك أن تحتقر ذكاءنا بهذه الطريقة. لن نمسح لك في أن تستمر في الكذب علينا وعلى المغاربة بلغتك الخشبية المفضوحة. و"اللي في جهدك ديرو". اخترت أن تكون مع البوليس ضد الصحافيين، واخترت أن أكون ضدك وضد البوليس. أعرف أنه لم يبقى لك وقت طويل على كرسي وزارتك، لكن وقبل أن ترحل، "غير مأسوف عليك".. سأكرر لك العبارة الأولى أعلاه للمرة الخامسة.. لترن في أذنيك جيد: أنت تكذب معالي الوزير.. وأنا أكرهك، هنا والآن. فلتنزعج إذن. فلتتنرفز. فلتكرهني كما أكرهك. "يا الله جري طوالك دابا". * صحافي