كعدد من الطلبة المغاربة الذين اختاروا أن يشقوا طريقهم في مجال المعرفة في الخارج، ويواصلوا دراستهم العليا في مجالات لازالت "جنينية" بالمملكة، قرر الشاب المغرب أمحمد والعيدي، المنحدر من مدينة الخميسات، استكمال دراسته العليا في مجال المعلوميات في أحد أكبر المعاهد الكندية، قبل أن تمكنه موهبته الفذة من جذب انتباه إحدى أكبر الشركات بكندا في هذا المجال، والتي استقطبته لكي يكون أحد عناصر مشروع لها، رغم أنه لم يتجاوز بعد 23 سنة. امحمد والعيدي، الذي درس في المغرب في مدينة الخميسات إلى أن تمكن من الحصول على شهادة الباكلوريا، وبعدها استكمل دراسته في الجامعة الدولية بالرباط، واختار تخصصا في المعلوميات، قال في حديث لهسبريس إنه حظي بفرصة المشاركة في عدد من المسابقات الدولية في هذا المجال، والتقى بطلبة من مختلف الجامعات العالمية، كجامعة ستانفورد وهارفرد، ليقرر الهجرة إلى كندا من أجل استكمال دراسته الجامعية. ويدرس الشاب المغربي ذاته حاليا في سلك الماجستير في المدرسة العليا للتكنولوجيا التابعة لجامعة "كيبيك" بموريال الكندية، واختار أن يتخصص في مجال "الذكاء الاصطناعي"، الذي تتميز به البرامج المعلوماتية التي تحاول أن تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، من خلال خاصيات التعلم والاستنتاج ورد الفعل التي لم تبرمج في الآلات. ويقول المهاجر المغربي في الديار الكندية، في هذا السياق، إن عددا من الشركات تشتغل على الذكاء الاصطناعي المعتمد أساسا على تحليل اللغة، في حين أنه يعمل على "تحليل اللغة وترجمتها، ليس فقط ترجمة كلمة بكلمة، وإنما فهم المعنى، وترجمة المعنى الصحيح". وبعد تقديمه أطروحة في هذا الميدان، يضيف والعيدي، استقطبته شركة "IBM" المتخصصة في مجال المعلوميات من أجل أن يكون أحد عناصر مشروع تشتغل عليه، بعد أن نالت أطروحته إعجاب دكاترة متخصصين في الجامعة. وأوضح المتحدث ذاته أن مشروع الشركة يقوم على تطوير الذكاء الاصطناعي وربطه بمجالات أخرى، كالقطاع المالي والصحة، مضيفا أن "الذكاء الاصطناعي يكتسي أهمية كبيرة في مجال الطب، من خلال تحليل الوثائق المرتبطة به، ومساعدة الأطباء على اتخاذ أفضل القرارات، وهو ما تقوم به "IBM""، على حد قوله. ويشتغل حاليا محمد والعيدي في مجال "اللوغاريتميات المتقدمة"، ويعد المغربي الوحيد ضمن مجموعة بحث مكونة من خبراء ينحدرون من مختلف الدول عبر العالم؛ تعمل على تطوير "اللوغاريتميات"، وتكون عملية الفهم في مجال الطب، وتوفير جميع المعطيات حول علوم الدماغ، التي لازالت إلى حد الساعة من أكثر العلوم تعقيدا. "لا أفكر في الاستقرار بشكل نهائي في كندا، بل أريد أن اشتغل في هذا المجال هنا لمدة معينة فقط"، يقول الشاب المغربي ذاته، مشددا على أن "الشركات الكبرى في المغرب لا تستعمل ما يسمى "البيغ داتا" أو "قاعدة البيانات العظمى"، التي تضم بيانات ضخمة، كما أن المجال البنكي لا يعتمد عليها أيضا، رغم أن المملكة تتوفر على كفاءات عالية متخصصة في مجال المعلوميات"، حسب تعبيره.