ويشيد بتجربة هسبريس الإلكترونية استضافت جامعة محمد بن عبد الله مساء يوم الأربعاء 11 ماي 2011 بمقر الجامعة، السيد "بلاك هانشل" Blake Hounshell رئيس تحرير المجلة الإلكترونية الأمريكية "Foreign Policy " ، بتنسيق مع شعبة علوم الإعلام والتواصل بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس سايس. وقد عرف هذا اللقاء، الذي ترأسه الدكتور الفارسي السرغيني رئيس الجامعة المُحتضِنَة، حضور طلبة علوم الإعلام والتواصل وثلة من عمداء وأساتذة العاصمة العلمية، وتغطية مجموعة من المنابر والمؤسسات الإعلامية المحلية والوطنية. وركز الإعلامي الأمريكي بلاك هانشل في مداخلته على الإعلام الإلكتروني، واعتبره راهن ومستقبل الإعلام العالمي عامة، محذرا في الوقت نفسه، المشتغلين في الإعلام الكلاسيكي من الانحصار في آليات العمل الصحفي التقليدي، التي لا تواكب الأحداث والتحديات التي يعرفها العالم، واستشهد في معرض حديثه بالثورات والحركات الاحتجاجية التي يشهدها العالم العربي، وكيف أصبح المواطن ورواد المدونات والمواقع الاجتماعية أكثر جذبا للاهتمام باعتبارهم شهود عيان أصبحوا يحضون بالمصداقية واللآنية في نقل الأخبار، ومتجاوزين لما تبثه مصارد ومراكز الخبر والمعلومة، والتي ترتبط في كثير من الأحيان بالهيئات الرسمية والحكومية، التي يزعجها الأداء الإخباري الحر. ولم تفت بلاك هانشل، الإشادة بتجربة هسبريس الإلكترونية بالمغرب، والتي حققت نجاحها، حسب المحاضر، بفعل عكسها هي الأخرى لما يعرفه المجتمع المغربي بالدرجة الأولى من أحداث ومتغيرات اجتماعية وسياسية واقتصادية كبيرة، وتفاعلها مع الشريحة الاجتماعية الأكبر في المغرب وهي فئة الشباب. وهو الشيء الذي لم ينتبه له الإعلام الأمريكي الذي ظل بعيدا عن متابعة السياسة الأمريكية اتجاه المنطقة العربية، ولم ينقل للرأي العام الأمريكي حقيقة ما يقع في الشرق الأوسط بصورة حقيقية، مستشهدا بأحداث من قبيل الحرب على العراق، وأفغانستان، ... مما جعل المتلقي الأمريكي يقع في قطيعة مع العالم، على اعتبار أنه لم يقع هناك نقاش كل ذلك في الإعلام الأمريكي قبل دخول أمريكا في حروبها تلك. وفيما يتعلق بمصداقية العمل الإعلامي عامة، في ظل التغيرات البنيوية التي مست طرق الوصول إلى المعلومة وترويجها، فقد أكد بلاك هانشل على أن ذلك رهين باجتهاد وتقدير العاملين والصحفيين أنفسهم، لأنهم يشكلون المصفاة التي تفصل بين المتلقي والخبر. هذا الأخير الذي أصبح الوصول إليه أقل تكلفة وأسرع زمنا، لكن تداعياته وردوده كبيرة وخطيرة في الآن ذاته. مثل الأدوار التي تلعبها المواقع الاجتماعية كالفايسبوك والتويتر واليوتوب ... في تواصل الفاعلين الاجتماعيين مع رواد الأنترنيت والباحثين عن اهتماماتهم. ورغم إصرار الضيف الأمريكي على أنه لا يمثل أي سلطة أمريكية رسمية، فقد صرح بأن هذا الموضوع تابعه الأمريكيين عبر الإعلام الأمريكي. إلا أن الحضور لم يفوت فرصة تواجد المحاضر الأمريكي من أجل طرح بعض الأسئلة الآنية والمحرجة، والتي تهم بشكل مباشر السياسة والإعلام الأمريكيين تجاه العالم العربي والإسلامي، كقضية اغتيال زعيم التنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وجدير بالذكر أن مجلة « Foreign Policy » تُصْدِر، إضافة إلى لغتها الأولى الإنجليزية، نسخة باللغة العربية من لبنان، والتي كان يترأس هيئة تحريرها الإعلامي الليبي محمد الشمام المسؤول عن العلاقات الإعلامية بالمجلس الوطني الانتقالي حاليا، وتهتم بمتابعة السياسة الخارجية الأمريكية منذ سنة تأسيسها سنة 1970، وتتشكل هيئة تحريرها من مجموعة من الأكاديميين الأمريكيين. وذلك حسب ما صرح به مدير المجلة بلاك هانشل في محاضرته. [email protected]