تتميز مدينة سطات بكونها محاطة بعدد كبير من البحيرات؛ مثل بحيرة سد المسيرة المقام على نهر أم الربيع بجماعة عين بلال، وبحيرة سد ايمفوت والدورات بمنطقة أولاد سعيد، وسد الكرن التلي بتمدورست بجماعة المزامزة، وبحيرة سد الحيمر نواحي ابن أحمد، وبحيرة بوكركور العروف ب"تامسنا" بمنطقة أمزاب، إضافة إلى انتشار الآبار. وإذا كانت منافع السدود كثيرة، فإن بحيراتها أضحت مصدر مأساة لبعض العائلات؛ بحيث تشكل خطرا على أرواح المواطنين، خاصة القاصرين، لضعف علامات المنع أو انعدامها؛ إذ غالبا ما يقوم المسؤولون بتسييج المنشأة دون تسييج البحيرات نظرا لشساعتها. هسبريس زارت عددا من بحيرات السدود التلّية ونهر أم الربيع نواحي سطات، وصادفت عملية إنقاذ شاب ينحدر من مراكش يوم الأحد الماضي من طرف مواطنين بعد غرقه بنهر أم الربيع على مستوى جماعة مشرع بن عبّو، كما التقت عددا من الشبان الذين أكد أغلبهم أن غياب المسابح البلدية وقلة الإمكانات المادية، أو تفضيل البعض تغيير الوجهة من شواطئ البحر، دافع إلى التوجه نحو البحيرات والأنهار القريبة من مقرات سكناهم، غير مبالين بالمخاطر، أمام عدم إجادة السباحة وغياب الحراسة وندرة علامات المنع، وغياب التوعية والتحسيس، "الواد هو بحر الفقراء.. يدّي البرّاني، والغشمي الذي لا يعرف السباحة والقاصرين"، يقول أحدهم. وقد سجلت بإقليمسطات 7 وفيات غرقا، أغلبهم شباب وقاصرون. قاصرون وشباب ضحايا أبرياء وصل عدد الوفيات غرقا بالبحيرات ونهر أم الربيع نواحي سطات منذ رمضان الماضي إلى 7 حالات، ناهيك عن عدد من الحالات التي جرى إنقاذها من موت محقق من طرف المواطنين، وغالبا ما تتدخل عناصر الوقاية المدنية لانتشال الغرقى بتنسيق مع السلطات المحلية والدرك الملكي؛ حيث يتم توجيه جثث الضحايا إلى المستشفى من أجل التشريح لفائدة البحث. وفي هذا السياق، انتشلت عناصر الوقاية المدنية جثة شاب ينحدر من منطقة أولاد عبّو بعد قضائه غرقا في بحيرة سد بن معاشو، وضحية آخر قاصرا انتشلت جثته من بحيرة سد الكرن في منتصف رمضان الماضي بجماعة المزامزة. كما تم العثور وانتشال جثة قاصر يبلغ 15 عاما من عمره، بعد يومين من البحث، بعد غرقه ببحيرة السد التلّي "الحيمر" بالنفوذ الترابي لجماعة بوكركوح نواحي بلدية ابن أحمد، وانتشال جثة شاب آخر من نهر أم الربيع نواحي مدينة سطات، كما قضى شاب في عقده الثالث ينحدر من دوار أولاد سي موسى جماعة القراقرة قيادة بني مسكين الشرقية، دائرة البروج إقليمسطات، غرقا بمكان عميق بنهر أم الربيع، ولقيت طفلة قاصر تنحدر من حي السماعلة بمدينة سطات حتفها بعد غرقها بنهر أم الربيع على مستوى مشرع بن عبو، واللائحة طويلة. جمعويون يطالبون بالتسييج والحراسة محمد كراخي، رئيس جمعية الياسمين للنقل المدرسي ببوكركوح، دائرة ابن احمد إقليمسطات، قال، في تصريح لهسبريس، إن سد الحيمر يخلق مشكلا يتمثل في غرق القاصرين؛ حيث تجاوز عددهم خمسة، مشيرا إلى أن كل سنة لابد من تسجيل ضحايا؛ أولهم في هذه السنة كان قاصرا لم يتعد 15 سنة من عمره، خاصة وأن السد شيّد في مكان يعرف الرواج. والتمس المتحدث من الجهات المعنية أن تستغل هذه المنشأة في إحداث منطقة سياحية، خاصّة أن عددا من المواطنين قدموا من مدينة الدارالبيضاء واستقروا بالقرب من بحيرة سد الحيمر بعد بناء منازل على ضفافها، بالإضافة إلى توجه الأطفال إلى بحيرة السد للاستجمام والسباحة. وطالب الفاعل الجمعوي بتسييج البحيرة وجعلها منطقة سياحية، ما يعود بالنفع على الجماعة وسكان المنطقة، والعمل على تعيين حراس أو عناصر من الوقاية المدنية، خاصّة في فصل الصيف الذي تكثر فيه حالات الغرق في صفوف القاصرين، مبرزا أن للسد منافع عدة، ذكر منها استغلال مياه البحيرة في السقي، والوقاية من الفيضانات التي كانت تغمر الطريق السيار ومدينة برشيد. الوقاية المدنية وقلة الموارد البشرية مصادر مسؤولة من مصلحة الوقاية المدنية بسطات، فضلت عدم ذكر اسمها وصفتها، أكدت أن المصلحة تتوفر على فريق للغطس، وسيارة مجهزة خاصة بانتشال الغرقى من البحيرات والوديان والآبار، بالإضافة إلى عتاد آخر كقارورات الأوكسجين (الهواء المضغوط) التي تصل مدة الغطس بها إلى 40 دقيقة، والحبال واللباس الخاص، وأشارت إلى أن النقص حاصل على مستوى الموارد البشرية. ودعت المصادر إلى تكثيف التعاون بين السلطات المحلية والمواطنين ومصالح الوقاية المدنية لتسهيل عملية الانتشال في وقت قصير، موردة أن هناك حالات تستغرق من ساعة إلى 3 أيام. وحول الفئات التي تتعرض للغرق بكثرة، أوضحت المصادر نفسها أن القاصرين يحتلون المرتبة الأولى، مسجلة أن الصعوبة تكمن في الوديان حيث التيار الذي يغيّر مكان تواجد الجثة، والأعشاب بالبحيرات، ما يؤدي إلى انعدام الرؤيا، وبالتالي ضرورة الاستعانة في الحالات المستعصية بفرق للغطس من القيادة الجهوية.