بعد تمكن المصالح الأمنية بالدار البيضاء، ليلة أمس الخميس، من إفشال محاولة هروب جماعي لنزلاء قاصرين من إصلاحية عين السبع "عكاشة"، إثر اندلاع النيران في أحد أجنحة المؤسسة السجنية، سارعت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج إلى الكشف عن حيثيات الحادث، واصفة إياه بالشغب والتمرد المخطط له. وبحسب المعطيات الميدانية الأولية التي أوردتها المندوبية ضمن بلاغ لها توصلت به هسبريس، فإن الأمر يتعلق بمخطط مدروس "وضعه ونفذه متزعمو" ما وصفتها بحركة التمرد داخل مركز الإصلاح والتهذيب عين السبع، موضحة أنهم عمدوا إلى إحراق بعض الأفرشة من أجل إحداث دخان، "والعمل على دفع الموظفين إلى التدخل بهدف مهاجمتهم والخروج إلى خارج المعقل". وتابع المصدر ذاته أن المتمردين من السجناء حاولوا فتح الباب الخشبي لمكان إيداع الأسلحة "إلا أنهم فشلوا في الوصول إليها بعدما لم يستطيعوا كسر الشبكة الحديدية للباب"، وبعد خروجهم إلى خارج المعقل "قاموا بإضرام النار وتكسير حافلة لنقل السجناء، ورشق بعض الموظفين الذين أصيبوا بجروح خفيفة". إثر ذلك، قام أفراد القوات العمومية بتطويق المؤسسة السجنية، تقول مندوبية السجون، بعد إخبار النيابة العامة المختصة والسلطات المحلية والأمنية؛ حيث تدخل عدد منهم داخل المعقل، و"قاموا بإخراج مجموعات من السجناء إلى الساحة من أجل إخلاء المعقل إلى حين إحكام السيطرة على المتسببين في أعمال الشغب بالداخل". وبعد توالي عمليات التدخل والإخلاء، أوردت المندوبية أن عناصر القوات العمومية مدعومة بالموظفين القادمين من المؤسسات المجاورة، وبتأطير من مجموعة من المسؤولين بالإدارة المركزية للمندوبية العامة، تمكنوا من السيطرة على الوضع وتهدئته، "والعمل على إحلال النظام واستتباب الأمن بالمؤسسة". وتوعدت المؤسسة ذاتها، التي تعمل تحت وصاية رئاسة الحكومة، المتورطين في هذه الأحداث باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حقهم وتقديمهم إلى العدالة، بعد إيفادها لجنة مركزية للبحث والتقصي "لإجراء بحث دقيق وشامل".