بالموازاة مع التحركات التي تعرفها الدبلوماسية المغربية على الصعيد الإفريقي، وطلب المغرب العودة إلى الاتحاد الإفريقي، واللقاءات التي عقدها مسؤولو الدبلوماسية المغربية مع عدد من القادة الأفارقة، تستعد المملكة لإرسال سفير جديد إلى جنوب إفريقيا، بعد 12 سنة من القطيعة، إثر قرار المغرب سحب سفيره سنة 2004 كرد على اعتراف هذا البلد بجبهة البوليساريو. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها هسبريس، فإن الاختيار وقع على الدبلوماسي المغربي عبد القادر الأنصاري لمهمة سفير لدى جنوب إفريقيا، وهي المهمة التي لن تكون سهلة بعد سنوات من العلاقات الدبلوماسية المتأرجحة بين التأزم والفتور، كما أن التعيين يأتي في سياق جديد لعمل الدبلوماسية المغربية يقوم على العودة إلى مراكز صناعة القرار الإفريقي، والتخلي عن سياسة الكرسي الفارغ. وتشير المعلومات نفسها إلى أن عودة سفير المغرب إلى جنوب إفريقيا باتت محسومة، في انتظار الاستقبال الملكي للسفراء الجدد .. وتشكل عودة السفير إلى جنوب إفريقيا أهم التغييرات التي ستعرفها الدبلوماسية المغربية، على اعتبار أن السفارة بقيت لمدة 12 سنة تحت إشراف القائم بالأعمال الذي كان يقوم بمهمة السفير. وكان يونس الكلاوي، حفيد الباشا التهامي لكلاوي، هو القائم بأعمال السفارة المغربية بجنوب إفريقيا، قبل أن يتم إعفاؤه من هذه المهمة خلال العام الحالي. بينما شهدت السفارة المغربية بجنوب إفريقيا العديد من الأحداث المثيرة، لعل أبرزها مقتل الدبلوماسي المغربي نور الدين الفاطمي مطعونا قبل عامين. وشغل الأنصاري منصب سفير المغرب المعتمد لدى اليونان وقبرص منذ سنة 2008، وقبل ذلك كان مديرا عاما للوكالة المغربية للتعاون الدولي سنة 2003. وفي 2001، تم تعيينه وزيرا مفوضا رئيس قسم المغرب العربي في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون. وعلى الرغم من أن العلاقات بين المغرب وجنوب إفريقيا لا تعرف الكثير من التحسن، بسبب الموقف من قضية الصحراء، إلا أن التحركات الأخيرة للدبلوماسية المغربية أظهرت أن الرباط قررت القطع مع سياسة الكرسي الفارغ حتى مع الدول التي تعادي الوحدة الترابية.