في الوقت الذي وجّهت فيه مدن عديدة اهتمامها نحو الفئة الشابة، خاصة في المجال الرياضي، من خلال توفير مرافق وفضاءات وتجهيزات تكفل ممارسة هواياتهم وأنشطتهم في ظروف ملائمة، لا تزال مدينة بوجنيبة، التابعة لإقليم خريبكة، مكتفية بملعب وحيد في ملكية المجمع الشريف للفوسفاط، يقع على مشارف المدينة، ويفتقر لمجموعة من متطلبات ممارسة الأنشطة الرياضية والكروية. "رياضة بوجنيبة.. تاريخ عريق.. حاضر مرير.. ومستقبل غامض"، بهذا الوصف استهلّ الفاعل الجمعوي ابن مدينة بوجنيبة، يوسف بندوزان، واقع القطاع الرياضة في مسقط رأسه، مشيرا إلى أن الناظر إلى حال البنيات التحتية يُصاب بالأسى والأسف والألم والحيرة، بعدما صار الفضاء المخصص للشباب يعيش وضعا كارثيا بامتياز. وأكّد بندوزان، في تصريح لهسبريس، أن بوجنيبة أعطت الشيء الكثير في ما يخض الرياضة بالإقليم، خلال العقود السابقة؛ حيث تألّق عدد من الأبطال، وظهرت مجموعة من الطاقات الكروية التي سطع نجمها على الصعيد الوطني، قبل أن يتبدّل الحال من حسن إلى سيء ثم الأسوأ، خاصة على مستوى البنية التحتية لملعب المدينة، بعدما طاله الإهمال والتهميش والدمار. ومن مظاهر الخراب التي صارت تؤثث المرفق الرياضي، أشار بندوزان إلى "غياب الإنارة، وعدم وجود مستودعات لائقة، وتحطّم الباب الرئيسي، وتهشّم السياج الحديدي المحيط برقعة الملعب، وقلّة وضعف المدرجات المخصصة للجمهور"، مضيفا أن "بعض أبناء المدينة يضطرون إلى إجراء مبارياتهم خارج المرفق المذكور، نتيجة ضعف بنيته التحتية، وغياب ملاعب القرب بشكل تام". وأوضح المتحدث أن "فاعلين جمعويين تمكّنوا من إنجاح تظاهرة، في شهر رمضان الماضي، إثر تنظيم دوري في كرة القدم بإحدى الحدائق في مدينة بوجنيبة، عوض الملعب المفتقر لكل شيء"، مشيرا إلى أن مجموعة من الطاقات الشابة أبرزت موهبتها الكروية خلال الدوري، "لكن مصيرها لن يختلف عمن مات في صمت، إن لم يتمّ تدارك الأمر، من خلال تأطير المواهب، وتوفير المتطلبات الرياضية". أما سعيد البشراوي، أحد نواب رئيس المجلس البلدي لبوجنيبة، فأشار إلى أن "الملعب المذكور لا يزال، إلى حدود اليوم، تابعا للمجمع الشريف للفوسفاط الذي حاول، في وقت سابق، تفويته للمجلس البلدي، غير أن الأخير رفض تسلّمه دون إخضاعه للإصلاحات الضرورية، ما جعل منه فضاء معرّضا للتهميش والإهمال والتخريب"، مستدركا أن "واقع الحال يشير إلى عدم وجود أي ملعب، عوض الحديث عن ملعب لا تتوفر فيه المواصفات اللازمة". وأضاف المتحدث أن "لقاء جرى عقدُه، في الآونة الأخيرة، حول إمكانية إصلاح وتأهيل الملعب، إلا أن النقاش انصبّ حول السياج الحديدي والمستودعات فقط، دون التطرق للرقعة الأساسية وسط المرفق، والتي تُعتبر أهم جزء يحتاجه اللاعبون لممارسة رياضتهم"، مشيرا، بصفته حارسا سابقا، إلى أن "أرضية الملعب لا تُساعد على العطاء الرياضي، بل وتتسبب في إصابة اللاعبين عموما، والحراس بشكل خاص"، خاتما تصريحه لهسبريس بالقول: "لا زلت أتألم، إلى اليوم، من شدة الإصابات التي تعرضت لها بسبب الأرضية الصلبة للملعب المذكور". وأجرت هسبريس اتصالا برئيس المجلس البلدي لبوجنيبة من أجل أخذ رأيه في الموضوع، واستفساره عن برنامج المجلس الجماعي وخطته للرفع من مستوى الرياضة، وتأهيل فضاءاتها ومرافقها مستقبلا، غير أنه أبدى عدم رغبته، في الوقت الراهن، في الإدلاء بأي توضيحات هاتفية حول واقع الرياضة بالمدينة، مشيرا إلى أنه يتوفر على وثائق تهمّ ملاعب القرب، ويرغب في نشرها بالطريقة التي يراها مناسبة.