احتضن مقر دار حي السلام بمدينة أكادير حفل توقيع الرواية الأولى للشاعر والكاتب والإعلامي المغربي ياسين عدنان "هوت ماروك"، وهي التجربة الأولى التي وطأت بها أقدام الكاتب أرض السرد، بعد باكورة أعماله القصصية؛ وذلك في لحظة ثقافية متميزة، حضرها أدباء ومثقفون وطلّاب من سوس العالمة وبعض مناطق الجهة. "إذا كانت "هوت ماروك" تنقلنا إلى عالم الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وما فعلناه بها، وما فعلت بنا، فإن البحث عن الرواية وصاحبها على درب تلك الشبكة يُمثل بداية منطقية لقصّة نجاح الأدب التي بين أيدينا..'هوت ماروك'، أو المغرب الساخن، كما يحلو للبعض ترجمتها، أحدثت حمى على شبكة الإنترنت، لكنها حمى من النوع الصحي"، تقول ربيعة حيموش، مديرة دار الحي، في مداخلة لها في هذا الموعد الثقافي الاستثنائي الذي عاشته مدينة أكادير. "الرواية تأخذنا إلى مراكش، إلى حواريها وعوالمها الساحرة والغامرة، ولكنها أيضا تغوص بنا عميقا في تاريخ المغرب الحديث والساخن. وليس غريبا أن يكون اسم بطلها "رحّال"، وهو الذي سيأخذنا، بشخصيّته الغريبة والمتقلّبة، في رحلة لا تنتهي عجائبها في الأمكنة، ولكن بين الأزمان، بفعل تجليات النضالات الجامعية وما ميّزها من تجاذبات اليسار، لتحط بنا في عصر المواقع الاجتماعية..التي تُدار خلالها الصراعات عبر أزرار الكمبيوتر..من خلال حروب افتراضية، ولكنها واقعية"، تضيف مديرة دار حي السلام. وعن الحدث الأدبي، قالت كنزة بوعافية، منسقة شبكة القراءة بأكادير، إن "اللقاء مع الكاتب ياسين عدنان يأتي في إطار احتفاء "شبكة القراءة" بإصدارات 2015 و2016"، معبّرة عن اعتزاز هيئتها بالحضور الوازن في حفل التوقيع هذا، ومبررة ذلك بكون أكادير تحتفي أيضا بالأدب والثقافة، كما أوردت أن ل"شبكة القراءة" برامج متعددة، "منها وطنية يجري الاشتغال عليها طيلة السنة، من قبيل "تنمية القراءة" بالمؤسسات التعليمية، والمخيمات المدرسية، بتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، بالإضافة إلى أنشطة بمناسبة الاحتفال بالأيام والأعياد الوطنية والدولية"، دون أن تُغفل "انفتاح الهيئة على أدباء وإصدارات سوس العالمة في استضافات مقبلة". ياسين عدنان، الأديب والشاعر والإعلامي، قال في تصريح لهسبريس، على هامش توقيع "هوت ماورك"، إن سفره إلى أكادير محاولة منه، ككاتب، لاستدراك أعطاب التوزيع، اعتبارا لكونها من المدن الأساسية، لمكانتها الثقافية والجامعية، ولمكانة مبدعيها.. "غير أن الرواية لم توزّع بالشكل الجيد"، يقول عدنان، مضيفا أن على الكاتب أن ينزل مما وصفة ب"البرج العالي"، وأن يُساعد في وصول كتابه إلى القارئ، ومعبّرا عن سعادته بهذا اللقاء، لما تناوله في الجانب النقدي، ولتمكّن عدد من القراء من الحصول على نسختهم من "هوت ماوك". بعد تجربته القصصية، يُرسِّخ الشاعر والإعلامي المغربي ياسين عدنان قدميه في أرض السرد بإصدار روايته الأولى (هوت ماروك). روايةٌ عن المغرب وتحوّلاته، عن مراكش (الحاضرة / البستان) وما تتعرّض له من ترييفٍ واغتيالٍ للأشجار، عن الجامعة وحراكها الطّلابي، عن مضارب الإنترنت وقُطّاع طرُقها الرقمية، عن أحوال الناس وطبائع البشر، عن السياسة والصحافة، عن طرافة الحملات الانتخابية في مغرب العزوف عن التصويت والمشاركة السياسية.. روايةٌ عن شخصية رحّال العْوينة الجبان خامل الذِّكر، الذي يصير جبّارًا في الأحلام، أو حين يرقص على الحبال الافتراضية من وراء شاشة.