بالرغم من تصنيف المغرب في مراتب متأخرة في تقارير دولية لحرية الإعلام والصحافة، إلا أن عددا من الأصوات تشكك في مصداقية هذه التقارير، مطالبة بإعادة النظر في وسائل التقييم والمؤشرات المعتمدة. سعيد السولامي، مدير مركز المرأة والأسرة "MENA" بالدار البيضاء، يعتبر من هذه الأصوات، والذي قدم نظرته الناقدة لمفهوم حرية الإعلام والاتصال بالمغرب من خلال تقارير المنظمات غير الحكومية الدولية، وذلك خلال الندوة الدولية الخامسة حول حرية الإعلام التي عقدت صباح اليوم السبت بالرباط. وقال سعيد السولامي في هذا الخصوص، إن "المغرب عرف حركية كبيرة خاصة بعد تفعيل دستور 2011، وساهم في تحرير الصحافة من الحدود التي كانت بعض الطابوهات تفرضها عليها مثل القضايا المتعلقة بالدين والملكية والوحدة الترابية"٫ مضيفا أن الصحافة المغربية اليوم أصبحت قادرة على مناقشة هذه القضايا، مستشهدا في ذلك بحركة 20 فبراير التي طالبوا بإصلاح الملكية وكذلك في الشأن الديني، "وأصبحنا نناقش السياسة الدينية بشكل واضح" ، بالإضافة إلى ما يتعلق بملف الوحدة الترابية "وأصبحت مجموعة من المنظمات تدافع على قضية الصحراء". حسب تعبير المتحدث. وأوضح الخبير الإعلامي، أن ما قام به وزير الاتصال مصطفى الخلفي بخصوص الانفتاح على القوانين من خلال وضع لجنة علمية تتضمن خبراء في الإعلام، يعد تقدما في هذا المجال، مشددا أن المغرب لم يصنف بشكل عادل في ترتيب منظمة مراسلون بلا حدود للعام الجاري، مقارنة مع بعض البلدان كقطر والكويت ولبنان التي لا تحترم حرية الإعلام بشكل كبير، على حد تعبيره. وقدمت ياسمين الرفاعي عضو لجنة حماية الصحافيين التي يوجد مقرها في الولاياتالمتحدةالأمريكية، نبذة عن المنظمة التي تشتغل فيها، وذكرت أنها أسست في ثمانينيات القرن الماضي، وهي من المنظمات المختصة في مجال الدفاع عن حرية الإعلام وحقوق الصحافيين، كما تسعى إلى الأخيرة إلى العمل من أجل الارتقاء بحرية الصحافة عامة، وتستخدم أبحاثها في خدمة الصحافيين عبر العالم. وتهدف هذه اللجنة، بحسب الرفاعي، إلى العمل على تحسين دور الصحافة ومناصرة الصحفيين والتأكد من أن حرية الصحافة توضع في قائمة العمل الحكومي وهل يأخذ هذا الملف بعين الاعتبار، كما تحرص على حق الصحفيين في القيام بأعمالهم دون ضغط أو تهديد، وكذا الحق في التبليغ والتغطية الصحفية. وأضافت ياسمين الرفاعي في هذا السياق، أن الصحفيين عليهم أن يتمتعوا بمناعة تجعلهم أكثر صلابة لمواجهة الصعاب، خصوصا الإعلاميين الذين لا ينتمون لمؤسسات ضخمة، وكذلك الذين يتواجدون في مناطق التوتر في العالم (سوريا، العراق،)، كما تؤكد المتحدثة نفسها على ضرورة تكوين الصحفيين في المجال القانوني وكذا المجال التكنولوجي الرقمي. *صحافية متدربة