أعلنت المخابرات التركية، في بيان اليوم، فشل محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد خلال الساعات المنصرمة، رغم إشارتها إلى وجود بعض جيوب المقاومة من قبل العسكريين الانقلابيين والذين ستتم محاكمتهم بتهمة الخيانة. بدوره قال مستشار العلاقات العامة بجهاز الاستخبارات التركية "نوح يلماز" إن "الحياة بدأت تعود لطبيعتها ورئيس الأركان العامة الجنرال "خلوصي أقار" عاد إلى مباشرة عمله عقب احتجازه في وقت لاحق". ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر أمنية توقيف عدد من العسكريين الانقلابيين لدى محاولتهم اقتحام القصر الرئاسي بأنقرة، كما تم إلقاء قنبلة على البرلمان التركي أثناء وجود رئيسه إسماعيل قهرمان وعدد من النواب. الوكالة ذاتها أكدت عبر مصادر عسكرية، أن المخطط للانقلاب العسكري في تركيا، ليلة الجمعة/السبت، هو المستشار القانوني لرئيس الأركان التركية، العقيد "محرم كوسا"، الذي أقيل من منصبه قبل قليل. وأوضحت المصادر، أن ضباطًا عسكريين، وقفوا إلى جانب "كوسا" في تمرده، مثل العقيد "محمد اوغوز أققوش"، والرائد "أركان أغين"، والمقدم "دوغان أويصال"، مشددة على أن القوات التركية، أوقفت عددًا من العسكريين الضالعين في التمرد على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ولا يزال الوضع في تركيا غير واضح، ولكن التقارير الأولية أفادت بأن الانقلاب تم بدعم من مجموعة منشقة داخل الجيش، ومع ذلك، تمكنت من السيطرة على عدة مؤسسات بالدولة. في غضون ذلك عمت ولايات "وان"، و"موش" و"بيتلس"، و"هكاري" جنوب شرقي تركيا، فجر اليوم السبت، احتجاجات ضد محاولة الانقلاب. ففي ولاية وان، احتشد المواطنون أمام مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم، مرددين هتافات مؤيدة للحكومة وللرئيس رجب طيب أردوغان، من قبيل " قف شامخاً فهذا الشعب معك"، رافعين أعلام تركيا، كما أحاط عدد كبير من عناصر الشرطة برفقة عربات مصفحة مقر الحزب، واتخذوا التدابير الأمنية الضرورية. وفي ولاية موش، تجمع المواطنين أمام مقر الوالي، وميدان البلدية، حاملين أعلام تركيا، ومرديين هتافات مؤيدة للحكومة، حيث خاطب الوالي " سدّار ياووز"، المحتشدين طالباً منهم الهدوء، معتبراً المحاولة الإنقلابية نّفذت من قبل بعض الرعاع، مؤكداً أن كل شيء تحت السيطرة. أمّا ولاية بيتلس، قام المحتجون على المحاولة الإنقلابية بالتجمهر أمام مقر حزب العدالة والتنمية، حاملين أعلام تركيا، في وقت رفع بعض الأشخاص صورة للرئيس أردوغان على مبنى المقر. وأعرب المحتجون عن دعمهم للرئيس أردوغان، قائلين " قف شامخاً فهذا الشعب معك أردوغان"، كما شهدت أقضية الولاية احتجاجات مماثلة، على المحاولة الإنقلابية. وفي تغريده له على موقع تويتر، ذكر والي بيتلس " صالح ألطن"، أنه سيتم توقيف كافة الجنود وقادتهم الذين خرجوا من معسكراتهم، مؤكداً أن القوات المسلحة لم تسيطر على الحكم، قائلاً " إننا مع جيشنا ضد الإنقلابيين، فإن قيادة جيشنا الثامن أمرت كافة الوحدات في ولايات بيتلس وأغري وتونجلي ووان، بعدم دعم الإنقلابيين. أمّا في هكاري، سار حشد من المواطنين من أمام مقر العدالة والتنمية نحو نادي الضباط، ليعودو بعدها إلى الميدان الرئيسي في المدينة، مرديين هتاف " لا للانقلاب".