بعد مرور ثمانية أشهر على اعتداءات باريس والتي خلفت 130 قتيل ومئات من الجرحى، كانت فرنسا، مساء الخميس، هدفا لهجوم جديد ضرب هذه المرة مدينة نيس، إذ قُتل نحو 73 شخصاً وأصيب 100 آخرون بجروح على الأقل، جراء هجوم بشاحنة استهدف تجمعاً لمواطنين بمدينة نيس جنوبي فرنسا، وفقاً لوسائل إعلام محلية نقلاً عن مصدر بشرطة المدينة. وأفادت وسائل الإعلام نقلا عن مصادر أمنية، أن حادث الدهس وقع على طول مسافة كيلومترين، الأمر الذي يبيّن سبب العدد الكبير من الضحايا، بينما تحولت مشاهد الفرح والاحتفال بالعيد الوطني لفرنسا إلى حزن يخيم على البلاد. بدوره أعلن قصر الإليزيه، أن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، عاد إلى باريس (دون الإشارة إلى مكان الجهة التي قدم منها)، مبينةً أنه سيترأس خلية أزمة الليلة، لمتابعة تطورات الهجوم وملابساته. وذكرت قناة "بي إف إم" نقلاً عن رئيس بلدية المدينة في تغريدة له على تويتر، أن مسلحاً يقود شاحنة، أقدم على دهس تجمعاً للمواطنين وسط المدينة، أثناء احتفالهم بالعيد الوطني لفرنسا المعروف ب "يوم الباستيل"، الذي تتم فيه عروض عسكرية واحتفالات بالألعاب النارية بانتهاء الحكم الملكي المطلق، والذكرى السنوية لاقتحام سجن "الباستيل". بدوره شدد المتحدث باسم وزارة الداخلية، بيير هنري برانديت، أن قوات الشرطة لم تعثر على أي شخص برفقة قائد الشاحنة التي لم يكن فيها مواد متفجرة. وقال برانديت في تصريحات أدلى بها لقناة "بي إف إم" أن التحقيقات ستدور حول مرتكب الهجوم فقط، في الوقت الذي لم يكشف فيه عن تفاصيل أخرى بشأنه، "وعن احتمالية وجود شركاء له"، نافيا على الفور وجود أي رهائن محتجزين أو أشخاص مسلحين في المدينة، كما أفادت بعض وسائل الإعلام. وتناقلت قنوات التلفزيون المحلية صورا تم التقاطها لشاحنة بيضاء اللون كبيرة الحجم، يعتقد أنها التي استخدمها المهاجم لتنفيذ الاعتداء، فيما روى شهود عيان لوسائل إعلام أنهم سمعوا دوي إطلاق نار في مكان الأحداث، لكنه كان مجهول المصدر. وغادر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند منطقة أفينيون حيث كان متواجدا لحظة وقوع الهجوم، متوجها بشكل عاجل إلى العاصمة باريس حيث ينضم إلى مجموعة الأزمة التي قامت بتشكيلها وزارة الداخلية، وفقا لما أعلنه قصر "الإليزيه" الرئاسي، بينما تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو مختلفة يظهر فيها عشرات الضحايا متناثرين على الأرض، ومشاهد لحالة من الفوضى. وشهدت العاصمة الفرنسية باريس، في 13 نوفمبر 2015، سلسلة اعتداءات إرهابية، أودت بحياة 130 شخصاً، وجرح قرابة 400 آخرين، وتبنّى تنظيم "داعش" الإرهابي تلك العمليات، الأمر الذي دفع بالحكومة الفرنسية إلى إعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد.