كشفت التحقيقات الأولية التي أجرتها السلطات الكويتية مع أفراد من خلية إرهابية موالية لتنظيم "الدولة الإسلامية"، تم تفكيكها مطلع الأسبوع الجاري، وتضم امرأة وخمسة شبان، عن معطيات مثيرة، خاصة ما تعلق بمعلومات تُفيد وجودَ مقاتلين مغاربة ضمن تنظيم "داعش" في العراقوسوريا. المعتقل "الداعشي" علي عمر، الملقب ب"أبو تراب"، الذي اعتقلته الكويت خارج حدودها بمعية والدته وابنه الذي أنجبه في الرقة السورية، قال، وفق تسريبات التحقيق معه، إن أغلب أعضاء "داعش" في سوريا من المقاتلين هم مغاربة، إلى جانب جنسيات أخرى تتقدمها التونسية والجزائرية وكذا السعودية، وجنسيات أجنبية مختلفة. معطيات التحقيق التي نشرتها وسائل إعلام كويتية، على لسان "أبو تراب" البالغ من العمر 28 سنة، والذي التحق ب"داعش" قادما من بريطانيا حيث كان يدرس هندسة البترول، واشتغل مسؤولا "داعشيا" عن تهريب النفط وبيعه في السوق السوداء لدول إقليمية وتجار عالميّين، أوردت أن قادة "الدولة الإسلامية" في سوريا هم عراقيون، دون الحديث عن شغل المغاربة لمناصب قيادية، بل كأعضاء مقاتلين فقط. ما نطق به "أبو تراب" الكويتي، الذي قبض عليه الاثنين الماضي رفقة والدته "حصة محمد"، وعمرها 52 سنة، وطفله الذي أنجبه في محافظة الرقة من زوجة سورية، شمل أيضا معلومات مفاجئة؛ حيث أورد أن "داعش" على علاقة متينة بالنظام السوري والاستخبارات الإيرانية، مشددا على حضوره بشكل شخصيّ لاجتماعات تنسيقية مع جهات تمثل نظام بشار الأسد ومخابرات حسن روحاني. المعلومات التي صرح بها عُمر للمصالح الأمنية في الكويت تضمنت أسماء للقادة الميدانيين للتنظيم وجنسياتهم والاتصالات التي ربطوها مع جهات استخباراتية أجنبية، دون الكشف عن تلك الجهات، فيما أوردت المصالح الإعلامية ذاتها أن "أبُو تراب" أقرّ بتورطه في مُساعدة "داعش" على تهريب النفط وبيعه في السوق السوداء لدول إقليمية؛ إذ كان أحد المشرفين عن تصدير نفط من الحقول التي يسيطر عليها التنظيم في سورياوالعراق. ونفى الشاب الكويتي أن يكون قد التقى بزعيم "داعش" إبراهيم عواد، الملقب ب"أبو بكر البغدادي"، في سوريا، مشيرا إلى أن اختياره مشرفا عن تهريب النفط جاء بناءً على دراسته في بريطانيا واللغة الانجليزية التي يتقنها، فيما كشف، بحكم قربه من مسؤولي "داعش"، أن الأخير يعتمد في مصادره المالية على النفط والجزية من المناطق التي يسيطر عليها. وفيما تقرر تمديد الحبس في حق كل من "أبو تراب" ووالدته 10 أيام بحر هذا الأسبوع، على خلفية اتهامهما بالتدرب على حمل السّلاح في سورياوالعراق والانضمام إلى تنظيم "داعش"، مع إنكارهما التهم المنسوبة إليهما، كشفت وسائل إعلام كويتية، مستندة إلى مصادر أمنية وقضائية، أن والدة "أبو تراب" كانت قبل التحاقها ب"داعش" رئيسة قسم اللغة العربية في مدرسة النزهة للبنات بالكويت، وكانت لا ترتدي الحجاب و"محبة للأناقة والاهتمام بجمالها ومظهرها". وكانت وزارة الداخلية الكويتية قد أعلنت إحباطها، ليلة الأحد الماضي، لثلاث مخططات إرهابية ذات صلة بتنظيم "الدولة الإسلامية"، كانت تستهدف شنّ هجمات في الكويت، من بينها مخطط لتفجير مسجد شيعي ومبنى لوزارة الداخلية خلال عطلة عيد الفطر، وهي العملية التي أسفرت عن اعتقال 6 مشتبه بهم، ضمنهم امرأة. بيان صادر عن "الداخلية" الكويتية أورد أن "أبو تراب" اعترف فور القبض عليه بانضمامه بمعية والدته إلى تنظيم "داعش"، مشيرا إلى أن "حصة محمد"، التي كانت تشتغل بالتدريس لزوجات وأبناء المقاتلين في الرقة السورية، سبق لها أن حرضت ابنها الأصغر "عبد الله" (25 سنة) لحمل السلاح ضمن "الدولة الإسلامية"، قبل أن يلقى حتفه في العراق.