كان بمثابة دفعة هائلة من الراحة بالنسبة لي أن المنتخب الفرنسي تحرر أخيرا من الضغوط الواقعة على صاحب الأرض وقدم أداء رائعا ليحقق الفوز 5 / 2 ويطيح بنظيره الأيسلندي المعشوق الجديد لكرة القدم الأوروبية. ليس بالأمر شئ ضد كفاءة للمنتخب الأيسلندي ولكن من منظور أن وصول المنتخبين الأيسلندي والويلزي (الذي يلتقي المنتخب البرتغالي في المربع الذهبي) غير المرشحين إلى المربع الذهبي سويا سيصبح أمرا زائدا عن الحد نسبيا. كان كافيا أن يحقق المنتخب الأيسلندي فوزه المفاجئ على الإنجليز في دور الستة عشر. في المواجهة بين المنتخبين الألماني والفرنسي ، سيكون لدينا مباراة قيمة ورائعة في الدور قبل النهائي. كل من الفريقين يستحق الوصول للنهائي. أرى المنتخب الألماني هو المرشح الأبرز في هذه المواجهة. أقول هذا رغم أن المنتخب الألماني احتاج لركلات الترجيح من أجل اجتياز نظيره الإيطالي في دور الثمانية واضطر 16 لاعبا من الفريقين لتسديد ركلات الترجيح حتى حسمت المواجهة. وأقول هذا رغم فشل لاعبين رائعين في المنتخب الألماني مثل توماس مولر ومسعود أوزيل وباستيان شفاينشتيجر في ركلات الترجيح وإن اشتهر الألمان بأنهم ملوك ركلات الترجيح. وحسم المنتخب الألماني ركلات الترجيح لصالحه 6 / 5 بعد مباراة انتهت بالتعادل 1 / 1 وشهدت العديد من أوجه القصور. وربما كانت الفرصة ستتاح أمام المنتخب الإيطالي للعبور إذا لم يضطر دانييلي دي روسي العقل المفكر للفريق في وسط الملعب للغياب عن المباراة بسبب الإصابة. ودفع المنتخب الألماني ثمنا باهظا لهذا الانتصار حيث سيفتقد أمام فرنسا جهود مدافعه ماتس هوملز ، الذي أرى أنه كان أفضل لاعب في مباراة إيطاليا ، بسبب الإيقاف لنيله الإنذار الثاني في البطولة. وعلى أي حال ، لن يستطيع المهاجم ماريو جوميز المشاركة أمام فرنسا للإصابة كما تحوم الشكوك حول سامي خضيرة وشفاينشتيجر بسبب الإصابات أيضا. والمؤكد أن غياب هوملز وجوميز سيؤلم المنتخب الألماني بشكل أكبر من الغياب المحتمل لخضيرة وشفاينشتيجر. إذا غاب الثتنائي خضيرة وشفاينشتيجر عن مباراة فرنسا ، لن تكون مشكلة كبيرة للمنتخب الألماني. ويستطيع جوشوا كيميتش أن يحل مكان خضيرة في مركز لاعب خط الوسط المدافع. كما يمتلك يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني الشاب جوليان فيجل لاعب بوروسيا دورتموند الذي لم يشارك لأي دقيقة في البطولة حتى الآن ولكنه لا يهاب هذه اللحظة التي يبدأ فيها مسيرته بالبطولة كما يتمتع بكثير من الثقة بالنفس. ومع وجود جوميز ، كان أداء المنتخب الألماني أفضل في هذه البطولة. ومع قوة أداء جوميز ونشاطه وأسلوب لعبه المعدل ، سيكون غيابه مشكلة كبيرة لخط الهجوم الألماني. وقد يلعب مكانه في مركز المهاجم غير الصريح أي من ماريو جويتزه أو توماس مولر أو، كفكرة مجنونة ، المخضرم لوكاس بودولسكي. قد يكون هذا أمرا مفاجئا نابعا مني ، لأن بودولسكي لم يقنعني من قبل على الاطلاق. ولكن بودولسكي يتمتع بالوئام مع المدرب لوف والجماهير الألمانية مما قد يدعم مشاركته في اللقاء. وفي الوقت نفسه ، أظهر المنتخب الفرنسي أن لديه عناصر رائعة في الفريق مثل أنطوان جريزمان وأوليفيه جيرو وديمتري باييه في الهجوم وبول بوجبا الذي استيقظ بالفعل في خط وسط الفريق. ومع ذلك نجح المنتخب الأيسلندي في تسجيل هدفين في شباك فرنسا. ويبدو خط الظهر الفرنسي المكون من أربعة لاعبين عرضة للانكسار وهو ما قد يمنح المنتخب الألماني بعض الفرص. ولكن المنتخب الفرنسي قد يستفيد الآن من تحرره وتخلصه من ضغوط صاحب الأرض. ويمتلك المنتخب البرتغالي فرصة هائلة لبلوغ النهائي بالطبع. أصبح الفريق أفضل تنظيما مما كان عليه في الدور الأول للبطولة. هذا حتى وإن لم يظهر كريستيانو رونالدو بالشكل الساطع. ولكنه توقف الآن عن كل الإيماءات والتلميحات وهو ما أرحب به كثيرا. المنتخب البرتغالي أصبح أكثر تنظيما بمساهمة رونالدو في الناحية الدفاعية. كما أن هناك التواجد الرائع للاعب الشاب ريناتو سانشيز /18 عاما/ الذي يلعب وكأنه نجم مخضرم ونجح في تحمل المسؤولية. لهذا ، دفع بايرن ميونيخ 35 مليون يورو إلى بنفيكا البرتغالي لضم هذا اللاعب حيث يبدو أن بايرن استثمر أمواله بشكل جيد. وكما يقال، يساوي سانشيز وزنه ذهبا بالنسبة للمنتخب البرتغالي خاصة وأنه يبدو أن رونالدو يعاني الآن من الناحية البدينة بعد موسم طويل وشاق. ولكن وجود رونالدو لا يمكن التغاضي عنه حيث كان هدفاه في مرمى المجر بالدور الأول سببا في استمرار البرتغال بالبطولة. ويتمتع المنتخب الويلزي بإمكانيات أعلى من جاره الإنجليزي. وقدم المنتخب الويلزي بطولة قوية تماما وظهر بشكل رائع ومبهر من الناحية البدنية ، ولا أعني بهذا فقط جاريث بيل الذي يتفوق على باقي اللاعبين في الملعب. يحتاج المنتخب البرتغالي إلى تقديم أداء رائع من أجل اجتياز المنتخب الويلزي. أتطلع للمواجهة بين كريستيانو رونالدو وجاريث بيل زميله في ريال مدريد. أتمنى أن يكون النهائي بين ألمانياوالبرتغال. *لاعب دولي ألماني سابق - ينشر بالاتفاق مع وكالة الأنباء الألمانية - د.ب.أ