أصدر تنظيم القاعدة بياناً نشرته منتديات جهادية على الإنترنت يؤكد فيه مقتل زعيمه أسامة بن لادن، مشيراً إلى أن "دماؤه وكلماتُه ومواقفه وخاتمتُه روحاً تسري في أوصال أجيال أمتنا الإسلاميةِ جيلاً بعد جيلٍ." وحمل البيان، الذي أصدره مركز الفجر للإعلام بتاريخ الثلاثاء 3 ماي 2011 ، عنوان "تنظيم قاعدة الجهاد، عشتَ حميداً، بيان بشأن ملحمة الإباء، واستشهاد أسد الإسلام الشيخ أسامة بن لادن." وقال البيان: "فهنيئاً لأمة الإسلام باستشهادِ ابنها البارّ أسامة، فبعد حياةٍ حافلةٍ بالجدِ والجهد، والعزيمة والصبر، والتحريض والجهاد، والجود والكرم، والهجرة والأسفار، والنُّصح وحسن التدبير، والحكمة والحنكة -طُوِيَ عُمُر شيخ الجهاد في هذا العصر لتبقى دماؤه وكلماتُه ومواقفه وخاتمتُه روحاً تسري في أوصال أجيال أمتنا الإسلاميةِ جيلاً بعد جيلٍ." وتعهد التنظيم في بيانه بالمضي "على طريق الجهادِ الذي سار عليه قادتُنا وعلى رأسهم الشيخ أسامة، غيرَ متوانين ولا مترددين، ولن نحيدَ عن ذلك أو نميل حتى يحكم الله بيننا وبين عدونا بالحقِّ وهو خير الحاكمين." ودعا التنظيم في البيان الشعب الباكستاني على وجه الخصوص إلى ما وصفه "غسل العار" الذي لحق به نظراً لأن العملية تمت على أرضه. وقال: "وإننا ندعو شعبنا المسلم في باكستان الذين قتل الشيخ أسامة على أرضهم أن يهبّوا ويثوروا لغسل هذا العار الذي ألحقه بهم شرذمة من الخونة واللصوص ممن باعوا كلَّ شيءٍ لأعداء الأمة، واستخفّوا بمشاعر هذا الشعب الكريم المجاهد، وأن ينتفضوا انتفاضةً قويةً عامةً لتطهير بلادهم (باكستان) من برجس الأمريكان الذين عاثوا فيها فساداً." وأشار التنظيم إلى أن بن لادن كان قد سجل كلمة صوتية قبل أسبوع من مقتله ضمنها نصائح وتوجيهات للأمة الإسلامية التي انتفضت مؤخراً، قائلاً إنه سينشرها قريباً. وكانت فرقة أمريكية من قوات "سيلز" التابعة للبحرية الأمريكية قد تمكنت من اقتحام مقر إقامة بن لادن الحصين في مدينة أبوتاباد شمالي إسلام أباد، وقتلت أسامة واحتجزت جثته قبل أن تدفنها في البحر. ورفض الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، نشر صور لجثة أسامة بن لادن، فيما شكك كثيرون، خصوصاً من المسلمين في آسياً، في مقتله. غير أن هذا البيان من تنظيم القاعدة جاء ليؤكد ذلك. وفي غضون ذلك أعلن مسؤولون أمريكيون إن مواد ضبطت في مجمع أسامة بن لادن في باكستان كشفت أن تنظيم القاعدة خطط لشن هجمات على قطارات أمريكية في الذكرى العاشرة لاعتداءات 11 سبتمبر 2001. وقالت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية إن تنظيم القاعدة كان في فبراير 2010 "يدرس على ما يبدو شن عملية إرهابية ضد قطارات في مواقع غير محددة في الولاياتالمتحدة في الذكرى السنوية العاشرة لاعتداءات 11 سبتمبر". وأوضح مصدر أن هذه المعلومات جاءت من مستندات ضبطت في المجمع الذي قتل فيه الأحد أسامة بن لادن بايدي وحدة كوماندوس أمريكية في باكستان، صادرت أقراص كمبيوتر صلبة ومواد أخرى.