كما كان متوقعا باعتبار أن تاريخ بعض الأحزاب المخزنية مطبوع بالمؤامرات وفلسفة الخداع والمكر على الشعب المغربي، ولهذا لم أفاجأ عندما صادق مجلس المستشارين ب 27صوت مؤيدا مقابل 21 معارضا وامتناع أربعة أصوات، ورجحت كفة الحكومة في تمرير قوانين التقاعد. ثلاثة عوامل كانت وراء هذه المحرقة، أولها انسحاب أربعة برلمانيين من نقابة الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، وثانيا تصويت خمسة من برلمانيي الباطرونا لفائدة الحكومة، وثالثا، امتناع أربعة أصوات من حزب الاستقلال وعدم تصويتها ضد المشروع الحكومي، ناهيك عن البرلمانيين الذين وجدوا في الهروب الى العمرة وطائفة أخرى فضلت الاعتكاف بالبيت لتلاوة القرآن طريقة سهلة في تسهيل عملية المصادقة على القانون ولو على جثة المغاربة. بصراحة أنا لا ألوم بن كيران الذي كان واضحا مند البداية في التشبت بتمرير القانون ولو كلفه حياته السياسية كما ذكر في أكثر من مناسبة وهو كان منسجما مند صعوده المخدوم مع كل القرارات التي اتخذها والتي تسير في اتجاه الإجهاز وتفقير وتجويع الطبقات الشعبية . ولكن اللوم كل اللوم على الأحزاب الممخزنة و"النقابات" التي لم تتوقف أربعة سنوات ونصف في اللغط ودغدغة مشاعر الموظفين والدخول بهم في كل مرة في مسلسل من المسلسلات الكوميدية التي لعبوا فيها أدوارهم القذرة لتمرير القانون بهذه الوضاعة. وهاهو اليوم سيسجل التاريخ بمداد من ذهب هذه المحرقة وسَيُكْتَبُ اسم بن كيران ومساعدوه من الاحزاب والنقابات على كل الصفحات التي صنعت معاناة وقهر هذه الطبقات المغلوبة على أمرها.