أعرب عدد من المحللين عن اعتقادهم بأن شبكة تنظيم "القاعدة" الإرهابية تواجه أزمة قيادة إثر الإعلان عن مقتل زعيمها أسامة بن لادن في باكستان، مشيرين إلى تراجع شعبية التنظيم الأم الذي أصيب بضعف يفقده قدرته للسيطرة على الفروع الكثيرة. وقال خبير الحركات المتشددة محمد أبو رمان "إن بن لادن مثل رمزا للقاعدة كونه امتلك كاريزما افتقدها الآخرون، والتأثير الرئيسي المباشر لمقتله هو أزمة القيادة التي ستصيب التنظيم". وأضاف "أن أي شخصية أخرى لا تمتلك المزايا ذاتها فأيمن الظواهري، الرجل الثاني في التنظيم ليس موضع إجماع فضلا عن الخلافات حول شخصه..ستسود حالة من القلق صفوف قادة الجماعات القريبة من القاعدة بسبب مقتله". وأوضح ردا على سؤال "إن مقتله يتزامن مع ثورات في دول عربية حيث شباب فيسبوك لا علاقة لهم بأفكاره فهم يريدون خيارات مختلفة تتفق مع ثقافتهم". كما اعتبر "أن مقتله يشكل تراجعا رمزيا للقاعدة أكثر مما هو عملي، لأن شعبيته بدأت تعاني من الضمور قبل فترة". وختم موضحا "إنه إذا استمر خط التحولات في العالم العربي، أتوقع أن تصبح الجماعات المرتبطة بالقاعدة متجاوبة مع المعطيات المحلية أكثر من عولمة الجهاد كما يحدث في مصر حاليا حيث تطغى النزعة المحلية على مناقشات وهموم الجمعات السلفية". من جهته، قال الخبير في شؤون "الجهادية السلفية" حسن أبو هنية "إن غياب بن لادن رغم رمزيته بالنسبة للحركات الجهادية السلفية، لن يترك تأثيرا كبيرا على هذه الجماعات لأنه لم يعد يسيطر على الفروع منذ العام 2001 إثر هجمات 11 سبتمبر 2001 ، كما لم يعد هناك تنظيم كبير للقاعدة". وأضاف "لقد بايعت مجموعات في مختلف مناطق العالم الإسلامي من القوقاز شرقا حتى المغرب العربي بن لادن زعيما بحيث تحولت القاعدة إلى نموذج إرشادي". أما أنور عشقي رئيس دائرة الشرق الأوسط في معهد الدراسات الاستراتيجية في جدة ، فقال "إن مقتل بن لادن يعتبر مؤشرا على نهاية إرهاب القاعدة". وأضاف "عرفته شخصيا قبل ذهابه إلى السودان العام 1994، فقد امتلك عقلية للتخطيط وليس للقتال وقام بتوظيف جميع إمكاناته لزرع الخلايا النائمة لكن هذه الخلايا فقدت تمويلها الآن". وتابع "إن مشكلة القاعدة تكمن في إيجاد بديل، فالوحيد الموجود هو الظواهري الذي لن يأتمر المتشددون بأوامره أبدا". ورأى "أن الولاياتالمتحدة قتلت بن لادن قبل أسبوع لكنها لم تعلن عن ذلك لكي تخطط بدقة للمرحلة المقبلة وقامت برمي جثته في البحر لكي لا تتحول إلى مزار ربما.. حقق أوباما انتصارا باهرا الأمر الذي قد يمكنه من الفوز بولاية ثانية".