جاء خروج المنتخب السويدي المبكر من الدور الأول لبطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم "يورو 2016" المقامة حاليا بفرنسا ليكتب الفصل الأخير في المسيرة الدولية الحافلة للنجم زلاتان إبراهيموفيتش. وعنونت صحيفة "داجنيس نيهيتر" السويدية اليومية التي تصدر من العاصمة ستوكهولم في صفحتها الأولى قائلة "نهاية القصة"، عقب خروج المنتخب السويدي من البطولة الأربعاء إثر خسارته 0-1 أمام نظيره البلجيكي في الجولة الأخيرة بالمجموعة الخامسة. وأحرز إبراهيموفيتش 62 هدفا خلال 116 مباراة دولية، ليصبح الهداف التاريخي للمنتخب السويدي، ولكنه عجز عن هز الشباك خلال رحلته الأخيرة مع الفريق في (يورو 2016). وصرح إيريك هامرين مدرب منتخب السويد المنتهي ولايته للصحفيين عقب الخروج الموجع للفريق من البطولة "لن نعثر على إبراهموفيتش آخر مطلقا. إنه لاعب فريد". وقال إبراهيموفيتش (34 عاما) أنه سيظل فخورا بارتدائه قميص المنتخب السويدي الذي تولى قيادته، مضيفا لوسائل الإعلام السويدية "حان وقت الرحيل بعد 15 عاما مع الفريق .. سوف أشعر بالفراغ، سأظل احتفظ بجميع مبارياتي مع الفريق في قلبي . ستبقى الذكريات إلى الأبد". وينحدر إبراهيموفيتش من مدينة مالمو في جنوبالسويد، حيث نشأ في منطقة روزينجارد التي يقطنها عدد كبير من المهاجرين، ولعب في صفوف فريق مالمو منذ عام 1999 حتى 2001، قبل أن يبدأ مسيرته الدولية. وعقب الخسارة أمام بلجيكا لخص الكاتب أندرياس لندبلاد المباراة قائلا "كان هناك جهد جيد حقا ولكنه لم يكن كافيا بعدما أخفقنا في التسجيل". والمح الكاتب السويدي إلى أن المهاجم ماركوس بيرج والمدافع أندرياس جرانكفيست بالإضافة إلى إبراهيموفيتش كانوا قريبين للغاية من التسجيل. في المقابل، انتقد الكاتب يوهان إيسك المستوى الذي ظهر به إبراهيموفيتش مشيرا إلى أنه أخفق في قيادة المنتخب السويدي نحو تقديم الأفضل. وكتب إيسك "لقد صنع الكثير من اللحظات الساحرة، ولكنه لم ينجح مطلقا في قيادة الفريق نحو التأهل للأدوار الإقصائية لليورو. لقد اختفى مثلما يفعل دائما في نهاية مواسم دوري أبطال أوروبا". ووضع خروج المنتخب السويدي من البطولة أيضا حدا لمسيرة أندرياس إيزاكسون حارس مرمى الفريق الذي ولد في نفس اليوم والسنة التي ولد فيها إبراهيموفيتش، وكيم كالستروم (33 عاما) لاعب وسط الملعب. ولعب إيزاكسون 133 مباراة دولية، متفوقا بفارق مباراتين عن كالستروم، لينضما إلى قائمة اللاعبين الاكثر مشاركة في المباريات الدولية مع الفريق وعددهم خمسة لاعبين. ووصف العديد من المعلقين خروج المنتخب السويدي من اليورو ب"المر"، لكنهم أشاروا إلى أن البداية المتعثرة للفريق في البطولة ساهمت في خروجه المبكر. وكان المنتخب السويدي قريبا من الخسارة 0-1 أمام نظيره الأيرلندي في مباراته الأولى بالمجموعة، قبل أن يتعادل بهدف جاء عبر النيران الصديقة، ثم خسر 0-1 أمام منتخبي إيطالياوبلجيكا في الجولتين الثانية والثالثة بالمجموعة. وذكرت صحيفة "إكسبريسين" السويدية أن هامرين عجز على مدار الأعوام الستة، التي قضاها في تدريب الفريق، عن استغلال قدرات إبراهيموفيتش بشكل جيد. أضافت الصحيفة "إن منتخب السويد لم يحقق أي إنجاز رغم أن هامرين كان مسؤولا عن قيادة أفضل لاعب كرة في تاريخ هذا البلد وأحد أعظم رياضييها على مر التاريخ". ومن المقرر أن يعود لاعبو المنتخب السويدي للتجمع مرة أخرى تحت قيادة يان أندرسون، الذي سيتولى تدريب الفريق خلفا لهامرين في شهر يوليو القادم، استعدادا للتصفيات الأوروبية المؤهلة لبطولة كأس العالم المقبلة التي ستقام بروسيا عام 2018. ويستهل منتخب السويد مسيرته في التصفيات بمواجهة نظيره الهولندي، الذي أخفق في التأهل للنسخة الحالية من اليورو، في شهر سبتمبر المقبل. وستكون الفرصة مواتية أمام أندرسون للاعتماد على عدد من لاعبي منتخب الشباب السويدي تحت 21 عاما الذي توج بكأس أوروبا للشباب العام الماضي، من بينهم جون جويديتي الذي شارك مع الفريق الأول في يورو 2016.