أكدت رئيسة مؤتمر "كوب21"، سيغولين رويال، اليوم الخميس بالرباط، أن "المنتدى الأول للتحالفات والائتلافات" يعتبر مناسبة مواتية لدعوة رؤساء الدول والبرلمانات بالعالم الأجمع إلى تسريع التصديق على اتفاق باريس حول المناخ "كوب 21". وأبرزت رويال، بمناسبة الدورة العامة الافتتاحية للمنتدى العالمي الأول للتحالفات والائتلافات حول المناخ، أن "اتفاق باريس حول المناخ لا يمكن أن يدخل حيز التنفيذ إلا إذا تمت المصادقة عليه من قبل 55 دولة، تمثل 55 في المائة من الانبعاثات العالمية للغاز المسبب للاحتباس الحراري، وهو ما يؤكد أهمية مثل هذا المنتدى الذي يشكل مناسبة مواتية لدعوة رؤساء الدول والبرلمانات، بالعالم الأجمع، إلى تسريع التصديق على اتفاق باريس حول المناخ". وقالت رويال إنه "بالنسبة لملايين المواطنين، على مستوى العالم، فإن قضية تغير المناخ تعتبر مسألة حياة أو موت، لذلك يتوجب علينا ليس فقط التحرك، وإنما أيضا تعزيز متطلبات التزاماتنا"، مضيفة أن "الجوهر يتمثل في الكيفية التي يمكن من خلالها للذكاء البشري مواجهة التحديات والأضرار الناجمة عن التغيرات المناخية التي كان هو وراءها" .. كما أشادت رئيسة "كوب 21" ب"التعاون الوثيق بين المغرب وفرنسا، على جميع المستويات، سواء تعلق الأمر بالدولة أو المجتمع المدني، في إطار تحضيرات المغرب لتنظيم مؤتمر كوب 22 بمراكش في نونبر المقبل". من جهته، أبرز رئيس مؤتمر "كوب 20"، مانويل بولغار فيدال، أهمية "إدراج جهود مكافحة التغيرات المناخية ضمن الأجندة الاجتماعية" (المساواة بين الجنسين والتربية والصحة)، وأهداف المؤتمر الدولي حول تمويل التنمية بأديس أبابا (2015) وكذا أهداف قمة التنمية المستدامة. ونوه بولغار فيدال ب"الخطوات الكبيرة التي تم قطعها في التقائية مجهودات المجتمع المدني والحكومات في مجال مكافحة التغير المناخي، لاسيما منذ كوب 19 التي نظمت سنة 2013 بوارسو". من جهته، قال روبرت أور، ممثل الأمانة العامة للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول تغير المناخ، إن "هذا المنتدى يمثل مناسبة ثمينة للغاية لبلورة مخطط العمل الخاص بالأجندة العالمية لمحاربة التغيرات المناخية"، مشيرا إلى أنه "إذا كنا نرغب في أن نظل أوفياء لأهداف اتفاق باريس وإبقاء ارتفاع درجات الحرارة في حدود أقل من درجتين مائويتين إلى غاية متم القرن، فإنه يتعين على الدول إجراء تحويل جذري للاقتصاد العالمي منذ اختراع المحرك البخاري". وأكد أور أن تحقيق اهداف اتفاقية باريس يتطلب من البلدان الموقعة التنفيذ الكامل لمخططاتها الوطنية المتعلقة بالمناخ، وذلك من خلال تعزيز طموحاتها على مر السنين، مبرزا أن ذلك لن يتأتى بدون تعبئة مستدامة شاملة للقطاع الخاص والمجتمع المدني والقطاعات غير الحكومية. وتتجلى أهداف هذا المنتدى، الذي ينظمه المغرب على مدى يومين، بتعاون مع شركائه في أجندة العمل وفي مقدمتهم الجمهورية الفرنسية، رئيسة "كوب21"، والأمانة العامة للأمم المتحدة، والاتفاقية الاطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية وبيرو، في الحفاظ على روح اتفاقية باريس، على وجه الخصوص، ودعم دينامية عمل قمة المناخ بنيويورك، المنظمة في سنة 2014 من طرف الأممالمتحدة، ووضع أسس الحدث العالي المستوى المرتقب خلال أشغال (كوب 22) حول أجندة العمل العالمية حول المناخ. ويشكل هذا الحدث، الذي يضم عددا من المسيرين وصناع القرار والفاعلين الاقتصاديين وخبراء منخرطين في العمل من أجل المناخ ( حوالي 300 مشارك)، مناسبة لتعميق النقاشات والتنسيق و الشراكة في العمل حول المناخ بين مختلف الائتلافات والتحالفات وتشجيع مبادرات طوعية جديدة في هذا الإطار .. كما يعد هذا المنتدى فرصة سانحة للتحالفات بهدف مناقشة الطرق الأنجع لتنزيل مخططات عمل مراكش ودراسة سبل التعاون والتكامل الممكنة.