عاد حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، إلى الحديث عمّا سمّاه ب"الحرب التي يتعرّض لها حزبه في الآونة الأخيرة"، خاصة بعد الإطاحة برئيس جهة الداخلة وادي الذهب المنتمي إليه، بعد شكاية تقدم بها حزب الأصالة والمعاصرة، بالإضافة إلى سبعة من مستشاريه في البرلمان من طرف المحكمة الدستورية. وقال شباط، الذي حلّ ضيفا على "مؤسسة المشروع للفكر والتكوين"، ليل أمس الاثنين بالرباط، "أنا غاضب على ما يحصل في الوطن؛ هذه حرب على الديمقراطية"، قبل أن يستدرك متحدّيا الجهات التي قال إنها تستهدف حزبه، دون أن يحدّدها بدقة، "لن يُرهبنا أحد، ولن نركع لأحد، وعلى الذين يستهدفوننا أن يعرفوا أن عهد التحكم في الأحزاب بالتلكوموند انتهى مع حزب الاستقلال". وربط زعيم حزب "الميزان" الضغوط التي يتعرّض لها حزبه بتصدّره نتائج انتخابات مجلس المستشارين الأخيرة، معتبرا أنّ استهداف الأحزاب السياسية "ستكون له عواقب على مستقبل البلاد". وبدا شباط منفعلا حين حديثه في هذا الموضوع؛ إذ قال بنبرة غاضبة: "لقد وصل السيل الزبى، وهادشي بزاف .. الشعب المغربي ما زال محتلا، أين هي حرية المؤسسات، التي هي الأحزاب، ما عندكش الحق باش تعبّر..". ويظهر أنّ المتاعب التي يواجهها حزب الاستقلال في الآونة الأخيرة قد قرّبت بينه وبين حزب العدالة والتنمية، فجوابا على سؤال حول إمكانية التحالف بين حزبه وحزب "المصباح" في الانتخابات الجزئية لإعادة انتخاب مستشاري الغرفة الثانية الذين أطاحت بهم المحكمة الدستورية، قال شباط: "أيّ حزب يساندنا فهو يساند الديمقراطية والمشروعية". ولمّح إلى أنّ التحالف قد يتوسَّع مستقبلا، فبعد أن أكد أنّ الوضعية السياسية الراهنة تستدعي إحياء الكتلة الديمقراطية، قائلا: "هادشي ضروري"، أشار إلى أنّ طبيعة التحالفات خلال الاستحقاقات القادمة ستنكشف مستقبلا، "وقد بدأت التوجّهات تظهر"، في إشارة إلى التقارب الحاصل بينه وبين حزب العدالة والتنمية. من جهة أخرى، نأى شباط بنفسه عن الخوض في ما يتعلق بالحريات الفردية في المغرب، فحين سُئل عن موقفه من مطالبة المثليين الجنسيين بحقهم في ممارسة حريتهم الشخصية، رد على الصحافي الذي سأله: "لا ينبغي الحديث عن قوم لوط في رمضان"، وأغلق القوس بسرعة بقوله: "لا يمكن أن نحشر حزبنا في أمور كهذه، هادشي ما يمكنش نهضرو فيه". وبخصوص موضوع الإرث، قال شباط: "إن القرآن فصَل فيه، والنساء المغربيات واعيات بذلك إلا القليل القليل، ولا ينبغي الدخول في شَقّ المجتمع إلى أطراف"، وتابع متسائلا: "واش هذا هو مشكل المغاربة؟ بحال هاد القضايا كنلهيو بها الشعب عن القضايا الأساسية، بحال الديمقراطية والتشغيل والصحة والتعليم، ونحن لا يمكننا الدخول في مثل هذه الأمور". وحين سُئل عن موقفه من الشريط السينمائي "الزين اللي فيك" لنبيل عيوش، والذي أثار ردود فعل غاضبة وسط المجتمع المغربي، ردّ شباط: "الزين اللي فيك جريمة في حق الأسرة المغربية، ما يمكنش نجلس فداري أنا ولادي ونتفرجو فهاد المنكر، حزب الاستقلال ضد هذا، لأننا نؤمن بأن لا إله إلا الله محمد رسول الله".