قال الرئيس الألماني، يواخيم غاوك، إن الصحافة في العالم تحتاج إلى المصداقية خلال الوقت الراهن، مشددا على أن هذه الأهمية تأتي في وقت يتيح الإعلام إمكانيات متعددة لما وصفه ب"التلاعب وتحريف المعلومات". وأوضح الرئيس الألماني، في افتتاح الدورة التاسعة من منتدى "دويتشه فيله" العالمي للإعلام، بمدينة بون الألمانية، أنه "لم يسبق أن كانت إمكانية الإعلام والتواصل كما هي عليه اليوم"، مشيرا إلى أن الحصول على صحافة نزيهة يتطلب الاعتماد على إعلام يتمتع بالمصداقية والثقة، مضيفا، في كلمة مصورة، أن بث الوقائع والتغطية الجدية يساهمان في صحافة ذات مصداقية. من جهته، توقف بيتر ليمبورغ، المدير العام لمؤسسة "DW"، عند قضية الحرية في الإعلام والتواصل، مشيرا إلى أن تعزيز حرية التعبير والصحافة في العالم جدير بأن يتيح فرصا للتغيير في المجتمعات، معتبرا أن شريحة من الناس تحتاج إلى الإشراك في عديد من القيم والأفكار، "يحتاج الأمر إلى الوصول إلى أولئك الذين لا يزالون يخضعون لرقابة أنظمة ديكتاتورية"، وفق تعبيره. تركيا كما بولندا والمجر، ضرب بها ليمبورغ المثل عن الدول التي تضع الصحافيين تحت الضغط لأنهم لا يتفقون مع سياساتها الرسمية، وعتبر المدير العام لمؤسسة "DW" أن "نهاية حرية التعبير في البلدان تساوي نهاية الديمقراطية". وعلاقة بالمنتدى العالمي للإعلام، يرى بيتر ليمبورغ أن الموعد، الذي يهتم بالإستراتيجيات الرقمية في مستقبل وسائل الإعلام، يقدم أشكالا من التفاعلات ولقاءات ملهمة عن حقوق الإنسان وتقليص حرية الإعلام، وعن حرية الفن والثقافة، وعن الحكامة والتعاون الإنمائي. وبحسب "دويتشه فيله" فإن المنتدى، الذي انطلق اليوم ببون الألمانية تحت شعار: "الإعلام والحرية والقيم"، يجمع حوالي 2300 إعلامي وخبير وصانع قرار من 100 دولة، ضمن 40 فعالية يضمها برنامج المنتدى لهذه السنة. تتميز هذه الدورة بحضور أسماء معروفة؛ من قبيل نائب رئيس البرلمان الأوروبي أليكساندر غراف لامبسدورف، ونائبة رئيس البرلمان الألماني كلاوديا روت، ووزيرة العمل الألمانية أندريا ناليس، ورئيس مؤتمر الأمن في ميونيخ فولفغانغ إيشينغر. وإلى جانب هؤلاء تحضر الناشطة الحقوقية الأوغندية كاشا جاكلين نباغاسيرا، الحائزة على "جائزة نوبل البديلة"، وفنان "الغرافيتي" المصري عمار أبو بكر، وعازف البيانو الفلسطيني السوري أيهم أحمد.