مع توالي الهجمات الإرهابية في عدد من العواصم الأوروبية، والتي وقف خلفها عدد من الشباب المنحدر من أسر مسلمة مهاجرة، عمدت العديد من الأوساط السياسية المتطرفة إلى استغلال ذلك من أجل التخويف والتحذير مما تعتبره تزايد حضور المسلمين وعددهم في المجتمعات الأوروبية، بيد أنه، وبلغة الأرقام، يظهر أن المسلمين مازالوا يشكلون أقلية في جل الدول الأوروبية، بحسب مركز "بيو"، الذي نشر تقريرا أسماه "خمس حقائق عن المسلمين في أوروبا". وتفيد إحصائيات مركز "بيو" الأمريكي حول الحضور الإسلامي في القارة الأوروبية بأن أكبر بلدين أوروبيين يسجل حضور مهم للمسلمين فيهما، هما ألمانياوفرنسا؛ حيث يشكل المسلمون في الأولى نسبة 5.8 في المائة، ويقدر عددهم بحوالي 4.7 ملايين مسلم. أما في فرنسا، فتقدر نسبة المسلمين ب 7.5 في المائة وعددهم 4.7 ملايين مسلم، بينما في إيطاليا لا يمثلون إلا 3.7 في المائة، وفي إسبانيا 2.1 في المائة، أما في بلجيكا فهم 5.9 في المائة. أما المعطى الثاني الذي توصل إليه المركز الأمريكي، فهو أن نسبة المسلمين في أوروبا تسير نحو الارتفاع؛ بحيث تزيد خلال كل عشر سنوات بنقطة واحدة، وهو ما جعلها تنتقل من 4 في المائة سنة 1990 إلى 6 في المائة سنة 2010، وتوقع المركز أن يتواصل هذا الارتفاع إلى غاية 2030؛ حيث سيصبح المسلمون يشكلون 8 في المائة من سكان القارة العجوز. وتوصل المركز إلى نتيجة ثالثة تفيد بأن المسلمين هم أكثر شبابا من بقية ساكنة القارة الأوروبية؛ ذلك أنه في سنة 2010، كان متوسط أعمار مسلمي أوروبا 32 سنة، وهو معدل أقل بثماني سنوات من معدل أعمار بقية ساكنة أوروبا، والبالغ 40 سنة. أما معدل أعمار الأشخاص الذين يصرحون بأنهم لا دينيون فيبلغ 37 سنة، وتوقع المركز أن يستمر هذا الوضع خلال السنوات المقبلة؛ أي بقاء المسلمين أكثر ساكنة أوروبا شبابا. وبخصوص نظرة الأوروبيين إلى المسلمين في القارة نفسها، فأكد المركز أنه قام باستطلاع رأي خلال ربيع العام الماضي أظهر أن الأغلبية في فرنسا وبريطانيا وألمانيا لهم نظرة إيجابية عن مسلمي أوروبا، وهي نظرة متوازنة في إسبانيا، أما الدولتان الأوروبيتان اللتان رصد فيهما المركز وجهة نظر سلبية عن المسلمين فهما إيطاليا وبولونيا. وفي ما يتعلق بوجهة نظر الأوروبيين حسب انتماءاتهم الإيديولوجية حول المسلمين، فكشف المركز أن 36 في المائة من المنتمين إلى اليمين الألماني لهم وجهة نظر سلبية عن معتنقي الديانة الإسلامية، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 15 في المائة في صفوف المنتمين لليسار الألماني. والرقم الأخير، بحسب المركز نفسه، يتعلق بكون القارة الأوروبية تشكل بيتا لأزيد من 13 مليون مهاجر مسلم، وهو الرقم الذي سيكون، بالتأكيد، قد ارتفع مع أزمة اللاجئين القادمين من سوريا والعراق.