أقدمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، على توقيف الخطيب عبد الله النهاري مؤقتا، عن الخطابة، ابتداء من الجمعة الماضية، وأكدت مصادر مقربة من خطيب مسجد الكوثر بوجدة، أنه توصل باستفسار، طولب بالجواب عنه قبل استئناف الخطابة. وأكدت ذات المصادر، أن هذا التوقيف عن الخطابة، يأتي على خلفية انتقاد النهاري لنزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، في خطبة سابقة. وكان النهاري في خطبة الجمعة ما قبل الماضية، "15 أبريل 2011"، قد خصص خطبته للحديث عن الإصلاح في المغرب، واعتبر أن لا إصلاح بدون مواجهة الفساد، كما تحدث عن أعداء الإصلاح، وصنفهم لثلاث أصناف، وخلال حديثه عن الصنف الأول، اعتبر الشيخ النهاري، أن هذه الفئة، "لا يروقها أن تشهد العالم يتحرك، من أجل أن يحقق ذاته ويفعل في الكون"، وسمى هذه الفئة ب"المصلحين المنحرفين، الذين انطلقوا من مرجعية غير مرجعية الأمة للإصلاح، ووجب على الأمة أن تحذر منهم"، وأضاف قائلا: "وهذه وزيرة التنمية الإجتماعية، هاته التي تكره الآذان، مخافة أن تفسد الأجواء على السياح، قالت وأعلنت ورددت انها لازالت تناضل من أجل أن يرفع المغرب كل تحفظاته في شأن ما يسمى بمعاهدة إلغاء جميع أشكال التمييز بين الجنسين، أي أن تصير الفتاة مع الفتى، قرينين متساويين في الإرث، يعني نزيل من كتاب الله )للذكر مثل حظ الأنثيين(،". واعتبر النهاري، أنه لو كان المغرب يحترم دستوره، لقدمت الوزيرة نزهة الصقلي للعدالة، وختم حديثه عن "المصلحين المنحرفين"، بالقول، "هؤلاء احذروا منهم، الحذر الحذر، وتعليقاتهم في الأنترنيت على ما يقال في هذا المسجد، يتقطر سما، يسبون يلعنون، وكلما تحدثن عن أمر إلا وانبرت أقلامهم، يتسولون ويلتمسون من الجهات العليا، أن يخرص هذا اللسان، أخرص الله ألسنتكم". وخلال نفس الخطبة، اعتبر النهاري أن هناك فئة أخرى من أعداء الإصلاح، وهي"جبهة المنتفعين من الفساد"، فهم يرون، حسب المتحدث، أن أي إصلاح إنما يتوجه لإزاحتهم عن هاته المصالح، وقال "إنهم يرضعون لبان خيرات المغرب، واستأثروا بها دون الشعب، إنهم هم الذين يسيطرون على دوالب الإعلام والتربية والاقتصاد، إنهم أخذوا المغرب غنيمة اقتسموها بين أبنائهم،.. إنهم مفسدون حتى ولو صلوا ولبسوا الأبيض، وجاؤوا كل جمعة إلى المسجد يتخطون الرقاب، إنهم مفسدون، أفسدوا السياسة والاقتصاد والتقاليد والدين والأمة بإفسادهم". وطالب النهاري بإسقاط الفساد، وقال "لا بد أن يقول الجميع، كما علمتنا ثورة تونس ومصر، الشعب يريد إسقاط الفساد في هذا البلد، فهو يريد، لأن استمرار هذا الفساد له من الآثار السلبية ما الله به عليم، لنتدارك الأوضاع قبل أن يستفحل الوضع". وفي سياق متصل، دشنت حركة شباب مغربي ضد الفساد والاستبداد، حملة بالفايسبوك للتضامن مع الشيخ عبد الله النهاري، ودعت الحركة ذاتها، ساكنة مدينة وجدة، إلى التعبير عن تضامنها مع خطيب مسجد الكوثر، الذي عرف عنه الصدع بالحق، ولا يخاف في ذلك لومة لائم، ومن المرتقب أن تشهد مدينة وجدة، يوم الجمعة المقبل، وقفة احتجاجية عقب صلاة الجمعة بمسجد الكوثر، حيث كان النهاري يلقي خطبة الجمعة، كما ستنظم مسيرة نحو المندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمدينة، لمطالبة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالكف عن التدخل في شؤون العلماء وخطباء الجمعة، وإعادة الشيخ النهاري لمنبر الخطابة.