قام سكان درب الجديد بسبتيين، داخل المدينة العتيقة بمدينة مراكش، بتحويل حيهم إلى ما يشبه لوحة فنية جميلة؛ حيث يستمتع ساكنو الحي والسياح والمارّة بأزقة هذه المنطقة التي تم تزيينها بألوان متناسقة وزهور تم وضعها على طول الممرات التي تم تنظيفها بعناية. "كانت الأوساخ تسكن زقاقنا، ويزيد من حالته السيئة تحويله إلى ملعب لكرة القدم يؤرق بال وراحة القاطنين به"، يقول عبد الغني أفليليس، رئيس جمعية سبتيين الأمل للتنمية، مؤكدا "تغير حال الحومة بعدما تدخلت أنامل شبابها التي حولتها إلى لوحة فنية تعكس ذوقهم الجميل". "إن القاطنين قرروا أن ينهضوا بأوضاع زقاقهم، ليصبح نموذجا لأحياء مجاورة"، يقول الفاعل الجمعوي ذاته، "لذلك أصبحت الحومة تنبض بالحياة والنقاء، بمساعدة مجلس مقاطعة المدينة القديمة، فتحول الحلم إلى واقع ملموس يسر الناظرين"، على حد قول أفليليس. "لم يقف أبناء المدينة العتيقة القاطنين بدرب الجديد بسبتيين مكتوفي الأيدي، ولم يترددوا في المساهمة في تنزيل فكرة راودتنا كمكتب للجمعية"، يقول رئيس الجمعية، "فقاموا بصباغة واجهات المنازل التي يقطنون بها وتزيينها بزهور وأشجار، ما أعطى الزقاق رونقا وجمالا". "نحن سعداء بما قمنا به"، تورد سعاد، القاطنة بالحي، ضمن تصريح لهسبريس، وعلامات الاعتزاز بادية على تقاسيم وجهها، مضيفة: "لقد أصبحت أعلن انتمائي للحومة التي ترعرعت بين جدرانها، لأن المثل أصبح يضرب بها بين الأزقة المجاورة". الفتاة ذاتها تابعت قائلة: "إن الجمال لا هوية له"، مشيرة إلى أن "القاطنين بالأحياء الشعبية يملكون ذوقا رفيعا وجميلا"، مؤكدة أن "ما يعوزنا هو الإرادة الطيبة وهزم التردد"، مبرزة أن "الحومة تحولت اليوم إلى فضاء نظيف أفضل بكثير مما كانت عليه في الماضي".