رغم الإجراءات المشددة التي اعتمدتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، بالتعاون مع المصالح الأمنية، لزجر الغش خلال الامتحانات الإشهادية الخاصة بالامتحان الوطني الموحد للباكالوريا، إلا أن مسربين نجحوا في تصوير أسئلة الاختبارات المقررة صبيحة اليوم الثلاثاء بعد بداية الامتحان بمدة قصيرة. وتداولت عدد من صفحات التسريبات على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للاختبارات المقررة بأول يوم من اختبارات الامتحان الوطني للباكالوريا، وتناقلت التعليقات عليها عددا من الأجوبة، همت بالخصوص مادة الفيزياء والكيمياء لشعبة العلوم التجريبية مسلك العلوم الفيزيائية، ومادة اللغة العربية الخاصة بشعبة الآداب والعلوم الإنسانية، وفق ما اطلعت عليه جريدة هسبريس الإلكترونية. إلى ذلك، قرر مديرو بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي الامتناع عن نشر أي تسريب للاختبارات أو وضع أجوبة للأسئلة، بسبب ما أسموه "تهديدات رجال السلطة"، قائلين: "هادْشي كامْل ما كنْربْحو منُّو والو غير الابتسامة دْيال الأمهات ديالكم". مصادر مطلعة من داخل وزارة التربية الوطنية اعتبرت أن "تسريبات الامتحان الوطني الموحد خلال هذه السنة محدودة مقارنة مع السنوات السالفة"، مشيرة إلى أن "أجواء الاختبارات تمر في أفضل الظروف، صبيحة أول يوم من امتحانات الباكالوريا، والمتزامن مع أول أيام شهر رمضان". وبخصوص المواضيع المسربة بُعيد انطلاق الاختبارات بمراكز الامتحانات بالمغرب، ذكرت المصادر ذاتها أن "الأمر يبقى جد محدود"، وأنه "تم إلقاء القبض على عدد من العناصر المساهمة في تصوير الاختبارات ونشرها، بفضل استعداد خلايا اليقظة وتعاون السلطات الأمنية". من جهة أخرى، أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني توقيف سبعة أشخاص، بكل من مدن الرباط وسلا وفاس وسيدي سليمان وتارودانت وبيوكرى، وذلك للاشتباه في تورطهم في إعداد وإدارة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تسريب مواد امتحانات الباكالوريا. وأفاد بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن توقيف المشتبه فيهم يأتي في إطار العمليات الأمنية الاستباقية التي تباشرها فرق الشرطة القضائية، بتنسيق مع المصلحة المركزية لمكافحة الجريمة المرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة، ومختبرات تحليل الآثار الرقمية، وذلك بهدف زجر كل محاولة لتسريب مواد الاختبارات والغش عن طريق وسائل الاتصال الحديثة. وأسفرت عمليات التفتيش التي باشرتها مصالح الأمن الوطني عن حجز معدات معلوماتية ودعامات إلكترونية كانت موجهة لتسهيل عمليات الغش، والتي أحيلت على مختبرات تحليل الآثار الرقمية لإخضاعها للخبرات التقنية الضرورية. كما تم إخضاع المشتبه فيهم جميعا لبحث قضائي، تحت إشراف النيابات العامة المختصة، على أن تتواصل هذه العمليات الاستباقية لرصد ومكافحة كل محاولة لتسريب مواد الاختبارات. بلاغ المديرية العامّة للأمن الوطني ذكر أن "مصالح المديرية العامة للأمن الوطني كانت قد أحالت على السلطات القضائية المختصة، خلال الأسبوع المنصرم، تسعين شخصا للاشتباه في تورطهم في محاولة تسريب امتحانات السنة الأولى باكالوريا بواسطة صفحات متخصصة على الأنترنت، أو عن طريق مجموعات للدردشة في تطبيقات للهاتف المحمول".