خلال شهر رمضان الكريم ينقطع عدد ممن تعودوا على ممارسة الرياضة عن الاستمرار فيها، ظنا منهم بأنها قد تخلف آثارا سلبية على صحتهم، أو خوفا من فقدان طاقة الجسم خلال النشاط البدني وعدم القدرة على إتمام الصيام، إلا أنه من المستحب ممارسة الرياضة لكن "بحذر"، خاصة أنها تساعد على القضاء على التوتر اليومي. وفي هذا الإطار، تؤكد سناء الحناوي، طبيبة عامة، على أهمية أن يكون الإنسان حذرا في ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان الكريم، وخصوصا خلال الأسبوع الأول الذي يكون فيه جسم الإنسان على موعد مع تغييرات كثيرة، سواء في نظام الأكل أو النوم، وبالتالي فأعضاء الجسم تحاول التعود على هذه التغييرات خلال هذا الأسبوع. تحذيرات الطبيبة الحناوي أثناء ممارسة الرياضة الرمضانية الغرض منها هو تفادي حدوث مضاعفات بسبب المجهود البدني الرياضي، مثل انخفاض السكر في الدم، وهو من أكثر المشاكل التي قد تنتج عن الإجهاد خلال شهر رمضان. وبالتالي فالأمر يتطلب من الإنسان أن يأخذ بعين الاعتبار أي إشارات يبعث به جسمه خلال ممارسة النشاط البدني. وبالنسبة للأوقات المناسبة لممارسة الرياضة خلال اليوم الرمضاني، تنصح الحناوي باختيار فترتي ما بعد تناول وجبتي الفطور والسحور بحوالي ساعتين من الزمن، مفضلة انتقاء بعض الرياضات الخفيفة مثل المشي أو الجري، مع تجنب الرياضات العنيفة كالملاكمة، خاصة أن الضغط المكثف قد يشكل مشكلا حقيقيا على الصحة. وتشدد الحناوي على ضرورة شرب كميات كبيرة من الماء من أجل تعويض ما يفقده الجسم صباحا وأثناء ممارسة المجهود البدني، خاصة وأن الشهر الفضيل يتزامن مع فصل الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة. من جانبه نبّه صابر خالد، معدّ بدنيّ، إلى ضرورة التمييز في هذا الإطار بين من هم متعودون على ممارسة الرياضة طيلة السنة ومن يقبلون عليها فقط خلال شهر رمضان، مشيرا إلى أن هؤلاء يجب أن يتأكدوا من أنهم غير مصابين بأي مرض، خاصة السكري، ناهيك عن عدم ممارسة الرياضة خلال الأيام الثلاثة الأولى من الشهر، لكون الجسم يحاول خلالها التأقلم مع النظام الجديد. وأوضح الكاتب العام للجمعية المغربية لمدربي كرة القدم المكلفين بالإعداد البدني، في تصريح لهسبريس، أن هناك تغييرات تطرأ على جسم الإنسان خلال شهر رمضان، من بينها نقص السكر والفيتامينات والنوم، خاصة خلال فترة آخر النهار، منبها إلى ضرورة إيلاء الاهتمام بالنظام الغذائي، ودعا إلى الإكثار من تناول الخضر والسلطات والفواكه، مع شرب جرعات صغيرة من الماء بشكل مستمر طيلة مدة الإفطار وعدم الاقتصار فقط على شربه أثناء وجبتي الفطور والسحور، وذلك من أجل تجنب التشنجات العضلية. وقسّم صابر فترات ممارسة الرياضة إلى ثلاثة أوقات، الأولى بعد وجبة السحور؛ بحيث "في هذه الفترة يكون الجسم متوفرا على الطاقة، إلا أن هناك مشكلا يرتبط بكيفية إتمام يوم الصيام". والفترة الثانية قبل وجبة الإفطار، والثالثة بعد الإفطار، وهي الفضلى، ناصحا بألاّ تتجاوز حصة التمرين 45 دقيقة بالنسبة للجنسين.