إن الحساب الفلكي بلغ مرحلة كبيرة من الدقة المتناهية، ويعتبر في العصر الحديث أساس الملاحة البحرية والجوية والفضائية، وهو أيضاً أساس حسابات الكسوف والخسوف التي تحدث في المكان والزمان المحددين، كما هو الحال في حسابنا بعض الكسوفات والخسوفات بالدقيقة والثانية. بعض الدول، خاصة الشرقية، ستعلن مساء يوم الأحد 5 يونيو إثبات رؤية هلال شهر رمضان، والمعطيات الفلكية الدقيقة كلها تؤكد امتناع رؤية الهلال بالعين المجردة، خاصة أن هذه الدول تصرح بأن إثبات بداية الشهور يكون على الأصل بالعين المجردة، انطلاقا من قول نبينا عليه الصلاة والسلام: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"، مساء هذا اليوم، نظرا لما يلي: 1 مكث الهلال لا يتعدى 24 دقيقة بمكة المكرمة، وبالدول العربية الغربية 32 دقيقة، وأقل مكث تمت رؤيته بالعين المجردة هو 29 دقيقة بفلسطين فك الله أسر أهلها. وقيمة المكث تكون أكبر عدداً في البلاد الكائنة تجاه الغرب، مثل ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا. لذلك فأهل الغرب أولى برؤية الهلال من أهل المشرق، فإذا شوهد بالمشرق شوهد بالمغرب ولا ينعكس، كما قال كثير من أهل العلم قديما وحديثا (انظر المجلد الخامس لابن تيمية رحمه الله). فكيف يراه من بالمشرق ومن بالمغرب أولى به لتأخر غروب الشمس عندهم وازدياد المكث فيها ! 2- عمر الهلال لا يتعدى 14 ساعة بمكة المكرمة، ورؤيته بهذا العمر ممتنعة. فبَعد 22 دقيقة من ولادته، كما نقلنا عن شيخنا الفلكي مفخرة المغرب سيدي محمد الرمشاني حفظه الله، وهو عدل مؤقت محقق بالرباط، يمكن رؤيته شرط توفر المطالب الأخرى، أما ارتفاعه فلا يتعدى 5 درجات على أكثر تقدير. فكيف يمكن رؤية هلال ارتفاعه بهذا القدر، وقد يشترط في ارتفاعه 7 درجات على أقل تقدير؟! ولقد صدق قول شيخنا سيدي محمد البوجرفاوي، فقيه الزاوية الوكاكية بأكلو، في تقدم المشارقة على من غربهم أما الذي يقع في الحجاز // فهو تخبط بلا مجاز خالفتم السنة والكتاب // برؤية التقدير والحسابا خالفتم الوقوف والأعياد // في وقتها غيرتم المراد لذا نرجو من المسؤولين والقضاة المتخصصين بتلقي شهادة الشهود النظر فيها وتمحيصها، حتى لا تتغير المواعيد الكبرى للمسلمين كصيام رمضان ووقوف عرفة والعيدين. ونختم قولنا بما جاء في ملتمس شيخنا الفلكي البارع رحمه الله سيدي عبد الرازق المراكشي الذي حث جميع الدول الإسلامية على أن لا تبني أمور دينها إلا على الرؤية البصرية الصادقة التي لا مرية فيها ولا شك، والتي لا تتنافى مع الحساب القطعي. ومن المعلوم أن الريبة تبطل الشهادة كيفما كانت، كما أنه إذا دل الحساب القطعي على أن الرؤية ممتنعة، سواء كان غيما أم لا، لأن دلالة الحساب القطعي على امتناع الرؤية أقوى من الريبة لأنها قطعية، والشهادة إذا انحصرت في واحد أو اثنين أو ثلاثة ظنية، ولا تعارض بين ظني وقطعي لوجوب إلغاء الظني بالقطعي كما هو معلوم. وهذه نتائج حسابنا لرؤية هلال شهر رمضان 1437 مساء يوم الأحد 29 شعبان الموافق ل 5 يونيو 2016 لمدينة الكويرة بالمغرب عرض 20 درج و50 دقيقة: الرؤية ممتنعة لما يلي: -اجتماع الشمس والقمر أو الاقتران: 2 و54 صباحا -ساعات البعد بين الاجتماع والزمن المقوم له أو عمر الهلال هي: 17 ساعة غروب الشمس: 7و53 غروب القمر: 8 و26 قوس المكث 8 درجات ودقائق مكث الهلال بعد الغروب: 32 دقيقة للتذكير: أقل مكث للهلال تم رؤيته بالعين المجردة هو 29 دقيقة في فلسطين عام 1990 قوس رؤية الهلال: 6و54 قوس نوره أو الاستطالة، وهو البعد بالدرجات بين مركزي الشمس والقمر؛ بحيث صار القمر يعكس مقدارا ممكنا من الضوء يمكن من خلاله رؤيته، وهو عندنا: 9 و38 ارتفاع الهلال: 7 و11 ارتفاع الهلال عن الأفق يعتمد على مقدار المكث، فكلما زاد المكث زادت زاوية ارتفاع الهلال على الأفق. وهو الوضع الذي يكون فيه الهلال بعد الاقتران أو ميلاد الهلال منحرفاً عن خط الاقتران بزاوية تسمح بانعكاس أشعة الشمس من سطح القمر، وتكون كمية الضوء المنعكسة إلى سطح الأرض كافية لأن يراها سكانها على هيئة هلال، وأقل زاوية تسمح بهذه الرؤية في حالة توافر الظروف الجوية الأخرى- هي سبع درجات قوسية. وقال غيره حدود الرؤية. وهي ارتفاع البدر قدر سبعة. وأخيرا ندعو جميع الدول، خاصة الشرقية، إلى توضيح قواعدها في إثبات دخول الشهور العربية ليتضح الأمر، ولإبراء الذمة ودرء الشبهة. *معدل وباحث في علم الفلك