استياء عارم رافق التغيير المفاجئ في ساعات الهواتف الذكية وتسبب في تأخر عدد من التلميذات والتلاميذ المترشحين لاجتياز اختبارات اليوم الثاني من الامتحان الجهوي الموحد، والذين لم يتم السماح لهم بولوج مركز الامتحانات خلال الحصة الأولى التي انطلقت على الساعة الثامنة صباحا. "من غير المعقول أن يذهب مجهود سنة كاملة هباء بسبب التوقيت الذي كان مقررا أن يتم تعديله فجر الأحد، فإذا به تغير قبل ذلك بيوم كامل"، تقول أمّ إحدى التلميذات التي لم تتمكن من اجتياز اختبار الرياضيات بالثانوية التأهيلية "لسان الدين بن الخطيب"، مضيفة في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "على الجميع تحمل مسؤولياته فيما وقع، وإنصاف أبنائنا". عدد من التلميذات اللواتي التقت بهن الجريدة كن في حالة انهيار بسبب التخوف من الحصول على نقطة الصفر، وأكدن أن إدارة المؤسسة طالبتهن بشواهد طبية في أفق اجتياز امتحان استدراكي يهم المادة التي لم يتمكنوا من اجتيازها صباحا حسب الشعب. واشتكت أمهات وآباء من ضعف التواصل وعدم السماح لهم بالحديث إلى مسؤولين داخل المؤسسة، في ظل انشغال الأطر الإدارية والتربوية بالاختبارات، فيما أكد مصدر مسؤول بوزارة التربية الوطنية تطبيق ما ورد في البلاغ الوزاري عبر "إجراء استدراك للمترشحات والمترشحين الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بمراكز الامتحانات في الساعة الثامنة صباحا". وشدد المصدر الخاص بهسبريس على أن الوزارة ستقوم بتحديد تاريخ لاحق قصد إجراء الامتحان الاستدراكي في المادة المتغيب خلالها صبيحة السبت بما يضمن حقوق المترشحين والمترشحات، مبرزا أن النواب الإقليميين عبر مناطق المغرب يتتبعون عن كثب الانعكاسات السلبية للتغيير الذي طال التوقيت. علاقة بالموضوع، أعلنت المديرية العامّة للأمن الوطني عن توقيف 21 مشتبها فيه، بعدد من المدن المغربية، في إطار مكافحة وزجر عمليات تسريب امتحانات الباكلوريا، وذلك بكل من الرباط وسلا وتمارة والقنيطرة وطنجة ومراكش ووجدة وفاس ومكناس وتازة وآسفي. وأوضح بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن الموقوفين، حسب المعطيات الأولية للبحث، ومن بينهم مرشحون لامتحانات الباكالوريا وطلبة بمعاهد وكليات المعلوميات، يشتبه في تورطهم في إنشاء وإدارة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مخصصة لتسريب مواضيع الامتحانات مع توفير أجوبة لها مقابل مبالع مادية. وأضاف المصدر أن عمليات التفتيش التي باشرتها مصالح الأمن مكنت من حجز مجموعة من المعدات المعلوماتية المتصلة بشبكة الانترنيت، بالإضافة إلى هواتف نقالة وسماعات لاصقة تستعمل في تسهيل عملية الغش. بينما تم وضع المشتبه فيهم تحت الحراسة النظرية بناء على تعليمات النيابات العامة المختصة، في وقت لاتزال العمليات الاستباقية التي تقوم بها مصالح المديرية العامة للأمن الوطني مستمرة بهدف مكافحة كل أشكال تسريب مواد الامتحانات.