كان كل شيء هادئا مساء يوم الجمعة الماضي في أحد أحياء مدينة "هو تشي منه"، أكبر مدن فيتنام، والتي كانت تعرف سابقا باسم "سايغون"، قبل أن يظهر شخصان يتجولان فوق دراجة نارية بين شقق أحد المجمعات السكنية، وكانا يضعان على وجهيهما أقنعة، ويبحثان عن ضحايا جدد. رشيد، مهاجر مغربي يبلغ من العمر 34 عاما، لم يدر لحظتها أنه سيتحول بين عشية وضحاها إلى "بطل" رفعت الكثير من وسائل الإعلام والمنابر الصحفية في الفيتنام القبعة له، احتراما لشجاعته وجرأته في التصدي لهذين اللصين الذين اعتديا على زوجته بسرقة محفظة يدها. ووفق تقرير للشرطة المحلية، فإن زوجة رشيد، وهي سيدة فيتنامية تدعى "تران ثي ثو ترانغ، وتبلغ من العمر 36 عاما، كانت تسير داخل أزقة مبنى سكني في حي "تان بيه"، في الثامنة ليلا، وفجأة ظهر شخصان ملثمان يتجولان فوق دراجة نارية يترصدان ضحيتهما. واقترب الرجلان من زوجة رشيد، وفي لمح البصر نزع أحدهما حقيبة يد المرأة بقوة، قبل أن يلوذا بالفرار، بيْدَ أن المهاجر المغربي كان له رأي آخر تماما، حيث لم يبق مكتوف الأيدي، ولا صرخ ولا شتم الظلام، بل أطلق ساقيه للريح راكضا خلف المجرمين اللذين سرقا محفظة زوجته الفيتنامية. وقالت الشرطة المحلية للمدينة التي سميت تيمنا باسم مؤسس الدولة الفيتنامية هوشي منه، إن رشيد طارد اللصوص بكل قوة وجهد، فقط جريا على قدميه، قبل أن يتمكن من أحدهما، لكن هذا الأخير باغته بضربات من سكين حاد وجهها إلى مناطق مختلفة في جسمه، خاصة في بطنه وجبهته. وتمكن اللصان من الهرب، يضيف تقرير شرطة المدينة ذاتها، بعد أن قاومهما رشيد بشراسة كبيرة، وانضم سكان محليون لمطاردة السارقين، ولكن دون جدوى، حيث اختفيا عن الأنظار بفضل دراجتهما النارية التي يعتمدون عليها في تنفيذ سرقاتهما خاصة في جنح الظلام. ووجدت زوجة شريد خقيبة يدها لاحقا في شارع آخر من الحي ذاته، لكنها قالت لصحف فيتنامية واكبت الواقعة إنها لم تجد في محفظتها الخاصة هاتفيها الذكيين، وبعض النقود، حيث عمد اللصان إلى إفراغ محتوى الحقيبة من كل ما خف وزنه وثقل ثمنه، وتركا لها الحقيبة. وأكدت الشرطة الفيتنامية أن المهاجر المغربي رشيد تم نقله بعد ذلك سريعا إلى مستشفى "تشو راي"، من أجل تلقي العلاجات الأولية بسبب الإصابات والجروح التي تلقاها في جسده، وتظل حالته الصحية مستقرة، فيما تقوم السلطات الأمنية بالمدينة بالبحث عن المجرمين. وواكبت العديد من المنابر الإعلامية في الفيتنام حادثة المهاجر المغربي، وأشادت بشجاعته ومقاومته للسارقين اللذين كانا يحوزان على سكين حاد، ورغم ذلك سارع جريا خلفهما من أجل إلقاء القبض عليهما، ومقاومتهما من أجل أن يعيدا حقيبة زوجته، وهو ما اعتبرته صحف محلية بطولة وشجاعة عز مثيلها.