أولت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية اهتمامها، على الخصوص، لتقديم مشروع قانون بالأرجنتين يروم استعادة الأموال المهربة إلى خارج البلاد خلال السنوات الأخيرة، ورفض الاتحاد الدولي لكرة القدم للتدخل المحتمل للحكومة الأرجنتينية لحل الاتحاد المحلي للعبة، وكذا لانعكاسات تسريب محادثات تورط سياسيين برازيليين في فضيحة فساد، وقضية اغتصاب إحدى القاصرات من قبل 33 شخصا بريو دي جانيرو، فضلا عن المستجدات الرياضية بالشيلي. فبالأرجنتين، اهتمت الصحف المحلية بإعلان الحكومة الأرجنتينية، أمس الجمعة، عن تقديم مشروع قانون يروم استعادة الأموال المهربة إلى خارج البلاد خلال السنوات الأخيرة، وتسوية الوضعية الضريبية لهؤلاء وفق شروط تحفيزية، وكذا برفض الاتحاد الدولي لكرة القدم للتدخل المحتمل للحكومة الأرجنتينية لحل الاتحاد المحلي للعبة بسبب الأزمة الإدارية والمالية التي يمر منها الأخير. ونقلت الصحف عن الرئيس ماوريسيو ماكري قوله، خلال إعلانه عن مشروع القانون، الذي سيحال في غضون الأسبوع الجاري على البرلمان بغرفتيه من أجل المناقشة والتصويت، "إن هناك الملايير من الدولارات التي حملها الأرجنتينيون إلى الخارج لأنهم لم يثقوا في الدولة"، مبرزا أن الحكومة قررت، بالنظر إلى هذا المعطى، إطلاق "عملية تسوية ضريبية" لاستعادة هذه الرساميل. وأضافت أن حجم الرساميل التي فرت من النظام المالي الأرجنتيني خلال السنوات الأخيرة يناهز، وفق تقديرات رسمية، 200 مليار دولار، في حين ترى مؤسسات مثل شبكة العدالة الضريبية أن الأمر يتعلق بضعف هذا الرقم. وأبرزت صحيفة "لاناسيون" أن حكومة الرئيس ماكري تعول على عائدات هذا القانون كمصدر من مصادر تمويل عملية تسوية الوضعية المادية لنحو مليوني متقاعد لم يتوصلوا بمستحقات طالبوا بها الدولة، بينهم 300 ألف رفعوا دعاوى قضائية وانتهت بأحكام لصالحهم. وذكرت الصحف بأن طرح مشروع هذا القانون يندرج في إطار سلسلة من المبادرات والإجراءات التي اعتمدتها الحكومة الأرجنتينية من أجل تعافي اقتصاد البلاد، الثالث في أمريكا اللاتينية، والذي تضرر بشكل ملحوظ من ارتفاع معدلات التضخم ومن نقص العملة الصعبة بسبب أزمة الأرجنتين الأخيرة مع صناديق المضاربة، التي حرمتها، بموجب حكم قضائي، من الولوج إلى الاقتراض الدولي، قبل أن تتمكن من حل هذه الأزمة مؤخرا. وفي موضوع آخر، نقلت صحيفة "إنفوباي" عن مصادر مقربة من الفيفا، أن هذه الأخيرة سترفض التدخل المحتمل للحكومة الأرجنتينية لحل الاتحاد المحلي للعبة بسبب الأزمة الإدارية والمالية التي يمر منها، في خطوة تروم التمهيد لتحويل الدوري الأرجنتيني من صيغته الحالية حيث يتنافس على لقب الدوري 30 فريقا، في إطار مجموعتين، إلى "سوبر ليغا" على شاكلة الدوريات الأوروبية، بحيث سيكون الدوري الجديد مستقلا عن الاتحاد الأرجنتيني وتابعا لهيئة خاصة على شاكلة العصبة الاحترافية الإسبانية لكرة القدم، في إطار هيكلة جديدة. وأضافت اليومية أن الفيفا تلقى اتصالات مكثفة خلال الساعات الأخيرة من قبل المسؤولين الأرجنتينيين لإقناع الهيئة الكروية الدولية بقبول التدخل الحكومي في الاتحاد الأرجنتيني، غير أن الجواب كان هو عدم قبول هذا التدخل، "بأي شكل من الأشكال" لتفادي إحداث سابقة بهذا الخصوص، مشيرة إلى أن التدخل يعني "عقوبات فورية" من الفيفا في حق الكرة الأرجنتينية ككل. وبالبرازيل، اهتمت الصحف المحلية، على الخصوص، بانعكاسات كشف سيرجيو ماشادو، الرئيس السابق لشركة "ترانسبيترو" التابعة لشركة "بتروبراس" النفطية العمومية، عن تسجيلات لمحادثاته مع مسؤولين سياسيين على مسار التحقيق في فضيحة الفساد داخل "بتروبراس". فتحت عنوان "أهمية السلطة القضائية المستقلة"، كتبت صحيفة "أو غلوبو" أن ماشادو قام بتسريب محادثات تورط العديد من السياسيين في محاولة منه لتفادي قبضة العدالة، مشيرة إلى أن مختلف التسريبات كشفت أن اللوبي المعني بفضيحة غسل الأموال بشركة "بيتروبراس" لا يتورع عن القيام بأي شيء لحماية مصالحه، بما في ذلك وضع قوانين على المقاس مثل مشروع القانون الذي اقترحه المقرب من الرئيس الأسبق لولا دا سيلفا، وديع داموس، لمنع إجراء التعاون مع القضاء مقابل الاستفادة من أحكام مخفضة وفق ما تسمح به القوانين البرازيلية، خصوصا وأن هذا التعاون غالبا ما يقود إلى الكشف عن متورطين آخرين في الجرائم. من جهتها، توقفت صحيفة "فوليا دي ساو باولو" عند قضية الاغتصاب الجماعي الذي تعرضت له إحدى القاصرات من قبل 33 شخصا في ريو دي جانيرو، مشيرة إلى أن وحشية هذا الفعل الإجرامي أثارت ردود فعل واسعة بشبكات التواصل الاجتماعي واستياء في جميع أنحاء البلاد. وتأسفت الصحيفة لكون "حوادث من هذا القبيل تمثل عملة رائجة بالبرازيل"، مشيرة إلى تسجيل نحو 48 ألف حالة اغتصاب خلال سنة 2014، بمعدل اغتصاب امرأة في كل 11 دقيقة. وأضافت الصحيفة أن العدد الحقيقي لضحايا العنف الجنسي في البلاد يتراوح ما بين 150 ألف و500 ألف حالة سنويا، مؤكدة على ضرورة كسر جدار الصمت لإدانة هذه "المأساة الإنسانية". وفي الشيلي، استأثرت الأخبار الرياضية بحيز هام من تعليقات الصحف المحلية، عقب هزيمة المنتخب الشيلي أمام نظيره الجامايكي، في مباراة ودية استعدادا لبطولة كوباأمريكا 2016. وتناولت الصحف بالتحليل نتيجة اللقاء الذي احتضنه ملعب "إل ساوساليتو" بمدينة فيلا ديل مار، مساء أمس الجمعة، والتي انتهت، بهزيمة المنتخب الشيلي، حامل لقب كوباأمريكا، بهدفين مقابل واحد. وكتبت يومية "لا تيرسيرا" أن المنتخب الشيلي مطالب بتدارك مكامن الخلل التي برزت خلال مباراة أمس في لقائه الودي المقبل أمام نظيره المكسيكي في الأول من يونيو لقادم بسان دييغو، بكاليفورنيا، حتى يكون مؤهلا لمنافسة حقيقية على لقب التظاهرة القارية التي ستحتضنها الولاياتالمتحدة من 03 إلى 26 يونيو القادم. ونقلت الميركوريو" من جانبها، أن مدرب المنتخب الشيلي خوان انطونيو بيزي قلل، في مؤتمر صحفي، من شأن هذه الهزيمة، مقرا بأن فريقه يفتقد في الآونة الأخيرة "للقوة والاندفاع" اللازمين للدفاع عن لقبه خلال التظاهرة القارية المقبلة.