في بادرة تهدف لإعادة الاعتبار الى اللغة العربية في الادارة والحياة العامة بالمغرب، اعلن الوزير الاول عباس الفاسي حكومته ستعتمد سياسة ثقافية متشبعة بالهوية المغربية في تعددها الثقافي واللغوي والحضاري، وذلك بالرفع من شأن لغة الضاد، لا سيما في الادارة والحياة العامة، وايلاء عناية خاصة للأمازيغية باعتبارها من العناصر الاساسية للشخصية المغربية، ومن مكونات الحضارة والثقافة المغربية. "" وقال الفاسي خلال تقديمه اول امس للبرنامج الحكومي امام البرلمان، ان الحكومة ستواصل دعمها لهذا المكون الاساسي في الهوية الوطنية بتعزيز حضوره في البرامج التعليمية والثقافية والاعلامية. وذكر الفاسي ان الحكومة ستولي أهمية كبرى لتأهيل الحقل الديني وذلك بالعمل على ترسيخ دعائم الهوية الوطنية التي يعتبر الاسلام دعامتها الاولى والاساسية. وتعهد بحرص الحكومة عند تنظيم الانتخابات المحلية والمهنية المقبلة، وتجديد ثلث اعضاء مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، على اقرار مزيد من الضمانات التي من شأنها تدعيم مساهمة المواطنين ومشاركتهم في توسيع الممارسة الديمقراطية. وكشف الفاسي أن الحكومة ستباشر اصلاحات استعجالية وملحة في المؤسسة القضائية، في اتجاه تعزيز استقلاليتها، وتقوية فعالياتها. واعلن الفاسي ان الحكومة ستشرع في غضون الاشهر القليلة المقبلة، في تنفيذ مخطط خماسي يمتد الى 2012، يهدف الى تعزيز القدرات العملية لكافة المتدخلين في الشأن الامني، كما ستعمل على تدعيم وتطوير خطط العمل التي تتلخص اساسا في مخطط التأهب ضد الارهاب. وتعهد بإحداث اكثر من 250 الف فرصة شغل اضافية سنويا حتى تنخفض البطالة على المستوى الوطني الى 7 في المائة في افق 2012. وبالنسبة لإدماج الشباب حاملي الشهادات العليا في الحياة المهنية، قال الفاسي ان الحكومة وضعت مجموعة من التدابير، في مجال التشغيل المباشر بالقطاع الخاص، او التشغيل الذاتي بتشجيعهم على احداث مقاولاتهم، او تخصيص جزء من المناصب المقيدة في الموازنة العامة للدولة تيسيرا لولوجهم مختلف اسلاك الوظيفة العمومية، حيث سيتم احداث 16 الف منصب شغل برسم مشروع الموازنة الجديدة. عن الشرق الاوسط