دعا عمر عزيمان، رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، إلى "إعادة النظر في معايير ولوج مهن التربية والتعليم، من خلال الاعتماد على الانتقاء الذي تفرضه مواصفات مهنة تقوم بدور حاسم في بناء مستقبل البلاد". وقال عزيمان، خلال ندوة حول "مهن التربية والتكوين والتدبير والبحث"، منظمة من طرف المجلس الوصي على قطاع التعليم، إنه "يجب مراجعة التكوين الأساسي لمهن التربية والتكوين، بما يضمن حضور المميزات المطلوبة، وفي مقدمتها التشبع بقدر وافر منه البيداغوجية واللياقة والمنهجية، إضافة إلى المرونة، التي تنضاف إلى إعطاء القدوة للمتعلمين". الندوة، التي ناقشت موضوع تأهيل مهن التربية والتكوين، بمشاركة ثلة من الخبراء الوطنيين والدوليين، أكد من خلالها عزيمان على "ضرورة توفير تكوين مستمر لكافة الأطر التربوية، خاصة بالنسبة للمبتدئين، لمساعدتهم على تخطي الصعوبات، وتمكين المتمرسين أيضا من مواجهة مخاطر المهنة ومواكبة المستجدات". وفي تقييمه لوضعية قطاع التعليم ببلادنا، أقر المستشار الملكي ب"وجود اختلالات متعددة وعميقة في المنظومة التربوية، التي لازالت تعرف حضور مظاهر النقص وغياب الإنصاف وتكافؤ الفرص، إضافة إلى نسب الانقطاع والهدر المدرسي المقلقة". وأشار عمر عزيمان، في مداخلته ضمن الندوة التي تستمر ليومين حول موضوع: "تأهيل المهن، أساس الإصلاح التربوي"، إلى أن "المستوى الحالي لجودة التربية والتكوين لا يسمح بتكوين متقن وفعال"، مضيفا أنه "لا يضمن بما فيه الكفاية اندماج الشباب في الحياة الاقتصادية والاجتماعية". وأمام هذه الإكراهات، التي تبقي على المغرب في قاع التصنيفات الدولية بشأن جودة التعليم، قال عزيمان إن "زمن التوجس قد ولى منذ أن أضحت لدينا رؤية واضحة وخطة طريق دقيقة ومحددة التوجهات والأهداف، مدعمة بمقاربة توافقية"، في إشارة منه إلى الرؤية الإستراتيجية لإصلاح المدرسة المغربية (2015-2030)، التي تكلف بصياغتها "مجلس عزيمان"، وقدمها أمام الملك محمد السادس، العام الماضي. في السياق ذاته، أشار المستشار الملكي، خلال المناسبة ذاتها، إلى أن "التحدي يكمن في "إشراك الفاعلين التربويين في تأهيل المدرسة؛ وذلك بوصفهم القوة الحاملة للتغيير"، مضيفا أن "الإشكال يتمحور حول كيفية إشراك هؤلاء الفاعلين من أجل الاضطلاع بمهمتهم الحاسمة في إعادة تأهيل المدرسة المغربية". وشدد رئيس المجلس الأعلى لمهن التربية والتكوين والبحث العلمي على "ضرورة سلك مقاربة تقوم أساسا على تحمل كل المتدخلين، كل حسب موقعه ومهامه، المسؤولية الملقاة على عاتقهم، بشكل يمكن من توحيد الجهود بغية تأهيل المهن التربوية". * صحافي متدرّب