رسائل سياسية وثقافية عدة وجهها الإخوة المكونون لفرقة "الثلاثي جبران"، خلال ندوة صحافية عقدت مساء اليوم، قبيل السهرة التي من المنتظر أن تحييها الفرقة بمسرح محمد الخامس في الرباط، ضمن فعاليات اليوم الثالث من الدورة الخامسة عشرة من مهرجان موازين. وقال سمير جبران، أكبر الإخوة في الفرقة الموسيقية إن الفن الذي تقدمه الأخيرة ليس موجها إلى جمهور نخبوي أو مثقف، بل هو موجه للجميع، من الطفل إلى الجد، مشددا على أن أكبر دليل على ذلك هو النجاح الذي تمكنت الفرقة من تحقيقه، والجمهور العريض الذي يتابعها في مختلف المحافل العالمية. وفيما عبر عن فخره بالحضور إلى المغرب من أجل المشاركة في مهرجان موازين، شدد سمير جبران على أنه أخذ على عاتقه نقل العود من التقليد إلى الحداثة، مضيفا أن الموسيقى التي يتم تقديمها ليست للعرب فقط، وإنما لمخاطبة الآخر من خلال الموسيقى. وفي رسالة سياسية لا تخلو من دلالة، أكد سمير على دور الفن في تحقيق ما لا تحققه السياسة، قائلا: "فلسطين في حاجة إلى سلاح يقتل حبا"، كما أوضح أنه حاول الهروب من سلطة المغني، "فالمغني في العالم العربي دكتاتور الفن"، على حد تعبيره، مضيفا أن هدفه الأول هو أن تكون الآلة في مقدمة المسرح، وأن تبني جمهورا عريضا، بعد أن كانت بداية مسيرة المجموعة سنة 2004. وعن علاقة المجموعة بالشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، ذكر أكبر عناصر المجموعة أنها رافقت الشاعر خلال عدد من المواعيد، مضيفا: "علمنا الكثير، وألا نكون فنانين فلسطينيين وإنما فنانين من فلسطين، وألا تطغى الهوية على الثقافة..مازلنا تحت الاحتلال، والموسيقى هي سبيل لتحرر الأفراد والوطن"، حسب تعبيره. وفي ما يخص حضوره الأول في مسرح محمد الخامس الليلة، دعا سمير جبران الحاضرين إلى التصفيق للمجموعة كموسيقيين وليس كضحايا، مؤكدا أن فناني الشرق مقصرون تجاه المغرب وثقافته، رغم اطلاع المغاربة على ثقافة البلدان في الشرق، وداعيا الفنانين المشارقة إلى بناء جسور ثقافية مع المغرب العربي، كما وجه اعتذاره عن ذلك. وانتقد المتحدث ذاته بعض القنوات التلفزية في العالم العربي، متهما إياها ب"تلميع النجوم"؛ فيما واصل عدنان جبران انتقادات أخيه بالقول إن عددا من الفنانين العرب يتسمون ب"العنجهية"، ولا يبنون جسور التواصل في ما بينهم. انتقادات عدنان جبران جاءت في سياق حديثه عن علاقة المجموعة بعازف العود الراحل المغربي سعيد الشرايبي، إذ أكد أنه تعلم منه دروسا في العود، رغم أنه لم يلتق به قبل وفاته، مضيفا: "وفاته تركت دمعة في عيني"، كتعبير عن الحزن الذي شعر به بعد وفاة الراحل. أما وسام جبران، فقال هو الآخر إن مجموعة "الثلاثي جبران" شكلت نقلة نوعية للجمهور العربي، رغم انطلاقتها من الغرب، مرجعا ذلك إلى وجود شركات إنتاج كبرى، كما شدد على أن هذه الانطلاقة ساهمت في رحلة الثلاثي وتعريفه.