عند مدخل مدينة الجديدة، عبر الطريق الوطنية رقم 1، المتجهة نحو مركز زاوية سيدي اسماعيل، تتواصل معاناة سكان دوار الرقيبات منذ عدّة سنوات، نتيجة غياب شبكتي الصرف الصحي والماء الصالح للشرب، وضعف البنية التحتية، رغم ضمّه للمجال الحضري لمدينة الجديدة منذ سنة 2009، دون أن يستفيد من عمليات إعادة التهيئة وتأهيل البنية التحتية، إلى حدود الساعة. أحمد بوهلال، رئيس جمعية التواصل للأعمال الاجتماعية بدوار الرقيبات بالجديدة، أشار إلى أن الدوار يضم قرابة 500 منزل، وكان ضمن النفوذ الترابي لجماعة الحوزية، قبل أن يدخل إلى المجال الحضري للجديدة، غير أنه يفتقر للطرق والماء الصالح للشرب والصرف الصحي بشكل تام، فيما لازالت نسبة كبيرة من الساكنة محرومة من الربط بالشبكة الكهربائية. وأضاف بوهلال أن سكان الدوار تواصلوا، عدة مرات، مع المجلس الجماعي السابق لمدينة الجديدة، عبر لقاءات ومراسلات، "في الوقت الذي طالبتهم الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بأداء مبلغ مالي يفوق قدرتهم لتزويد منازلهم بالماء الصالح للشرب"، حسب تعبيره. وقال المتحدث ذاته: "قُبيْل الانتخابات الجماعية الأخيرة وقّع المجلس البلدي اتفاقية مع الوكالة المستقلة لإنجاز مشروع تزويد عدة دواوير بشبكة الكهرماء"، مستدركا أن سكان دواوير الضحاك والبحارة وقور الحاج عباس والرقيبات تقدموا بطلبات للاستفادة من المشروع، غير أنه اقتصر على دوارّيْن فقط، بحجة ضعف الاعتمادات المالية المرصودة، ليبقى دوار الرقيبات إلى حدود الساعة بدون ماء، ومشيرا إلى أن المجلس البلدي الحالي قدّم وعودا بقرب حلّ المشاكل التي يعيشها الدوار، خاصة بعدما وقّع وزير الإسكان وسياسة المدينة، قبل حوالي شهر، اتفاقية شراكة لإعادة هيكلة مجموعة من الدواوير. وأضاف رئيس جمعية التواصل أن سكان دوار الرقيبات نظموا، عدة مرات، وقفات احتجاجية أمام مقر البلدية والعمالة، كما وضعوا لدى الإدارات المعنية طلبات من أجل تمكين قرابة 60 منزلا تابعة للدوار ذاته، وتقع بجوار التجمع السكان الكبر، من "سقاية" للتزود بالماء الصالح للشرب مؤقتا، في انتظار ربط المنازل بشبكة الماء الصالح للشرب، دون أن تتم الاستجابة لهم. وعن الربط بالشبكة الكهربائية، أوضح بوهلال، في تصريح لهسبريس، أن السكان المحرومون من الكهرباء طالبوا بشواهد الربط المؤقت، في انتظار إعادة الهيكلة، كما وقعوا التزامات حول الموضوع، "إلا أن السلطة المحلية رفضت منح المعنيين شواهد السكنى، المطلوبة في ملف الحصول على شهادة الربط المؤقت بالشبكة الكهربائية، لتبقى الأمور على ما هي عليه من معاناة وانتظار المجهول"، حسب تعبيره. ومن جهته، أوضح عبد الحق رهني، كاتب المجلس البلدي للجديدة، في تصريح لهسبريس، أن "المصالح الجماعية حاولت ما أمكن مساعدة سكان دوار الرقيبات، وتمكينهم من الماء عبر قنوات الوكالة المستقلة للماء والكهرباء، ولو بشكل مؤقت، إلا أن التجمع السكاني من المفروض أن ينضاف للدواوير التي ستستفيد من برنامج إعادة الهيكلة، خاصة في ظل صعوبة تمديد قناة الماء الصالح للشرب إليه، بسبب بعده". وأوضح رهني أن المجلس البلدي أجرى محاولات لإنشاء "سقاية"، غير أن الذين تقدموا بطلب الإشراف عليها مؤقتا مجرد أشخاص ذاتيين، ولا ينضوون تحت أي جمعية، كما أن المكان الذي اقتُرح لإنشائها ليس في ملكية المعنيين بالموضوع، إضافة إلى حتمية ظهور مشاكل بيئية حقيقية، نظرا لغياب شبكة الصرف الصحي، مؤكّدا أنه "في ظل هذا الوضع الصعب، تحاول المصالح الجماعية وباقي الجهات المعنية إيجاد الحلول الممكنة أو المؤقتة، في انتظار برمجة الدوار ضمن مخطط إعادة الهيكلة".