عاد شبح الانشقاق ليخيم على حزب الحركة الشعبية وهو يستعد للانتخابات التشريعية المقبلة، رغم الحُكم الذي سبق أن أصدرته المحكمة الابتدائية بالرباط شهر أكتوبر الماضي، والقاضي بإيقاف انعقاد المؤتمر الاستثنائي، الذي كانت تنوي عقده "الحركة التصحيحية" داخل "السنبلة". وطغى "التمرد" الذي يقوده كل من أوزين أحرضان، نجل مؤسس الحركة المحجوبي أحرضان، والذي استقال من الحزب، ومؤسس الحركة التصحيحية سعيد أولباشا، على استعدادات الحزب للانتخابات التشريعية خلال دورة المجلس الوطني العادية اليوم الأحد بمدينة بوزنيقة. وفي الوقت الذي أكد الأمين العام للحزب، امحند العنصر، في تقريره السياسي أمام "برلمان الحزب"، أن "الانتخابات تجعلنا أمام رهان صعب، بالنظر إلى حجم المنافسة؛ مما يطرح بإلحاح اختيار المرشحين محليا بعناية"، أعلن رفضه أي تصرفات تهدف إلى شق الحزب، "الذي يتسع لجميع أعضائه"، على حد تعبيره. وقال الأمين العام: "لن نسمح باستغلال نسب مؤسسي الحزب لتخريبه، لأن النسب ليس ورقة لتفتيت الحركة الشعبية"، وذلك في إشارة إلى نجل مؤسس الحزب، موضحا أن "الحركة الشعبية لا يتضمن رباعيا أو خماسيا يملي القرارات على المناضلين". وبعدما أوضح أنه "إذا لم تكن لنا تمثلية حقيقية في انتخابات 7 أكتوبر، فلا مكان لنا في الحكومة المقبلة"، ربط "زعيم الحركيين" حصول حزبه على نتائج أفضل مما حصل عليه في الانتخابات الجهوية والجماعية السابقة "بتحلي بعض الإخوان بروح المسؤولية والانضباط"، داعيا في التعاطي مع الاستحقاقات المقبلة إلى "الابتعاد عن الحسابات الشخصية والأنانية الضيقة؛ والتي تضر بأهداف الحزب وتسيء إلى توجهاته". "لا أخفيكم تخوفي من تكرار مثل هذه التصرفات خلال الانتخابات التشريعية المقبلة"، يقول العنصر، الذي يتهدد حزبه الانشقاق مجددا، داعيا "مناضلي الحزب وبإلحاح إلى المزيد من الالتزام، ونكران الذات والقطع مع ما من كل شأن أن يؤثر على موقع الحزب في الانتخابات المقبلة". وأكد العنصر في هذا السياق أن "الحركة الشعبية لها من المؤهلات ما يجعلها في صدارة الاستحقاقات"، مشددا على أن "هذا لن يتأتى بالانشقاقات والمعارك الجانبية"، ليضيف: "رغم أننا حزب متجذر في المجتمع، إلا أننا مع ذلك لا نصل إلى استغلال هذه المؤهلات لتحقيق المكانة التي تليق بنا". وفي نوع من إعلان فتح باب الحوار مع الغاضبين منه، قال العنصر: "الحركة بيت الجميع وترحب بالجميع، ولن يضرها أن يكون ضمنها عشرون من مناضليها، إذا كانت النية سليمة وليس بهدف تشتيت الحزب"، موضحا أن "من لهم نوايا سيئة لتحطيم الحزب وتفرحهم انتكاساته نقول لهم إن بقاءكم خارج الحركة أفضل".