يحرص الناس على استمرار الحب في حياتهم الأسرية، لكن عن أي حب نبحث، هل عن حب المشاعر أم حب السلوك؟، أفلام هوليود جعلتنا نصدق أن الحب مشاعر، وأن العلاقة الزوجية سهل التخلص منها، وأن الزواج والأسرة هما مسألة مزاج أو توافق لا التزام واستقامة. " ذهب زوج إلى مستشار أسري فقال له: لم أعد أنا وزوجتي نحس بنفس المشاعر التي كانت في أول الزواج، أعتقد أنني لم أعد أحب زوجتي، ولا هي أيضا، ولدينا أطفال يشغلنا مستقبلهم، فماذا تقترح؟، فقال المستشار: أحب زوجتك، فرد الزوج: لكنني لم تعد هناك مشاعر في علاقتنا، فكرر عليه المستشار: أحب زوجتك، فصرخ الزوج: أنت لا تفهم، مشاعر الحب ليست موجودة، وبكل هدوء أجابه المستشار: إذن أحب زوجتك، إذا لم تكن مشاعر الحب موجودة، فهذا مبرر كاف لأن تحب زوجتك، لكن الزوج لم يستوعب هذا الكلام فقال: ولكن كيف تحب وأنت لا تحب؟، فقال المستشار: يا سيدي إن الحب سلوك، حب المشاعر هو ثمرة لحب السلوك. إذن أحب زوجتك. وأخلص لها، أنصت لحديثها، اصبر عليها ، قدرها، صدقها" . يزدهر الحب بين الزوجين وينعمان بحياة زوجية سعيدة، متى تعلمت الزوجة أن تكون عبقرية في أهم شيء في الزواج ألا وهو التعامل مع الرجل، فلا تحاول أن تضع فكرها في مواجهة فكره، و صوتها الهامس يسمح له بالاسترخاء، والمنزل مكانا يريح عقله ويستمتع فيه بدفء الحب معها، وهي محل ثقته واستشارته، تبث فيه الاعتقاد بأنه لن يفشل، كما فعلت خديجة رضي الله عنها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أتى إليها فزعا فقالت كلمتها الخالدة :" والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق" تصبح هذه الزوجة أهم شيء في حياة هذا الزوج، وهذا الأخير لا ينتقدها بل يتركها على سجيتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر". ويدافع عنها كما دافع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها، حينما أراد أبوها أن يضربها فحماها وراء ظهره الشريف. ويعطيها الأمن والأمان كما أعطاه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، عندما تحدثت عائشة رضي الله عنها عن قصة أم زرع وزوجها الذي كان يحسن إليها ولكنه فارقها، فقال عليه الصلاة والسلام: " كنت لكي كأبي زرع لأم زرع غير أني لا أطلقك". الحب سلوك يزدهر من خلال قيمه المرتبطة به، من احترام وثقة وتشجيع وقبول وحماية وأمن وأمان، فالزواج حياة للحب إن أحسن الزوجان مهارات المحبة وفنون المودة. *مرشدة أسرية