يبدو أن تنظيم ما يسمى ب"الدولة الإسلامية"، أو "داعش"، بدأ ينحو إلى تغيير إستراتيجيته الإرهابية، من خلال إيفاد أحد أعضائه المنحدرين من دول جنوب الصحراء إلى المغرب، وهو ما ثبت من خلال اعتقال "داعشي" تشادي خطط لتحويل شرق المملكة إلى ولاية إسلامية تابعة للبغدادي. وأفادت وزارة الداخلية، أنه بناء على معلومات ميدانية دقيقة، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من إجهاض مخطط إرهابي خطير، على خلفية إيقاف مواطن تشادي تابع لتنظيم "داعش" اليوم في أحد البيوت الآمنة بطنجة. ويضيف البلاغ الرسمي أن المعني بالأمر الذي ولج المغرب عبر مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء، في الرابع من ماي الجاري، قادما إليه من التشاد، تم إيفاده إلى المملكة من قبل" داعش"، من أجل تأطير وتكوين خلايا نائمة تضم متطرفين جزائريين ومغاربة متشبعين بالفكر الداعشي. وأوردت وزارة الداخلية، في بلاغ توصلت جريدة هسبريس بنسخة منه، أن خطة هذا المتطرف كانت تروم "شن عمليات إرهابية نوعية، تستهدف مقرات بعض البعثات الدبلوماسية الغربية ومواقع سياحية، في أفق زعزعة أمن واستقرار البلاد تماشيا مع أجندة "داعش". وبحسب المصدر عينه، قام المعني بالأمر بعمليات استطلاعية لبعض المواقع المستهدفة، وذلك بهدف التحضير لتنفيذ عدة عمليات متزامنة من حيث التوقيت، لإرباك المصالح الأمنية وإحداث خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات على غرار الأحداث الدامية التي عرفتها مدينة الدارالبيضاء في 16 ماي 2003. وأظهرت نفس الأبحاث الأمنية والاستخباراتية أن هذا المواطن التشادي كان يعتزم إعلان المنطقة الشرقية للمملكة ولاية تابعة لما يسمى ب"الدولة الإسلامية"، يورد البلاغ الرسمي الذي أردف بأن "هذه العملية الاستباقية تأتي في خضم تصاعد التهديدات الإرهابية من لدن ما يسمى ب"الدولة الإسلامية" من أجل خلق ولايات تابعة لها أسوة بفرعها بليبيا. ووفق ذات البلاغ، فإنه يتضح جليا من خلال الجهود المتواصلة للمصالح الأمنية من أجل التصدي للأهداف التوسعية ل"داعش" وإيقاف المتشبعين بفكرها الدموي والحاملين لمشاريع إرهابية داخل التراب الوطني، لجوء ما يسمى ب"الدولة الإسلامية" إلى تغيير استراتيجيتها من خلال إيفاد أحد أعضائها المنحدرين من دول جنوب الصحراء إلى المملكة.