حافظ رئيس الحكومة التونسية، الحبيب الصيد، على موقف وسط بشأن ملف الصحراء، عندما أكد أن "بلاده تدعم مسار الأممالمتحدة في هذا الملف، للوصول إلى حل في نزاع الصحراء"، وهو ما يعد استمرارا للموقف التونسي الذي يرتكز على أخذ نفس المسافة مع كل من المغرب والجزائر. الصيد، الذي حل اليوم في زيارة رسمية إلى المغرب، التقى خلالها برئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، قال خلال ندوة صحفية، إن موضوع الصحراء معروض على الأممالمتحدة، "ونحن نشجع إيجاد حل برعاية أممية"، مواصلا بأن بلاده تحافظ على علاقات جيدة مع كل من المغرب والجزائر في مجال مكافحة الإرهاب. وعبر الصيد عن رضاه لمستوى التعاون مع الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، على اعتبار أن العمل المشترك "ساهم في إحباط عدد من العمليات الإرهابية، وأدى إلى تفكيك العديد من الخلايا المقاتلة"، مشيرا إلى أن بلاده تعتبر "التعاون مع المغرب في مجال الإرهاب أمرا ضروريا". وكشف المسؤول التونسي، الذي تم تأجيل زيارته إلى المغرب مرات عديدة لأسباب مختلفة، أنه ناقش مكافحة جرائم الإرهاب مع رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، "لأننا نعتبر أن مكافحة الإرهاب تتطلب تعاونا دوليا بصفة عامة، وتعاونا بين الدول العربية بشكل خاص". وعن رؤيته للطريقة الأنجع من أجل مكافحة الإرهاب، شدد الصيد على أنه بالإضافة إلى العمل الأمني والعسكري لمحاربة الجماعات المتطرفة، "يجب أن تكون هناك مقاومة دينية وثقافية وتعليمية، لأن هذه المحاور هي الكفيلة بتحقيق مواجهة حقيقية لظاهرة الإرهاب". واعترف الصيد بأن الخطوات من أجل تحقيق اندماج حقيقي بين الدول المغاربية، تسير بخطى بطيئة"، كما وصف إحياء "المغرب العربي بأنه حلم لكل الأجيال ونحن في تونس نبذل كل جهدنا لتحقيقه، لكن هناك بعض المشاكل التي تحول دون ذلك"، مبينا أن عدم تحقيق اندماج بين الدول المغاربية يضيع على دول المنطقة على الأقل 1 في المائة من نموها الاقتصادي. وحول الملف الليبي، الذي يعد حارقا بالنسبة لكل دول المنطقة المغاربية، جدد الصيد رفض بلاده للتدخل العسكري في ليبيا، "لأن الوضع في ليبيا يهم الليبيين وهم من يقترحون الحلول الكفيلة بإخراج بلدهم من هذه الأزمة، وعلى الدول الصديقة أن تساعدهم في ترسيخ هذه الحلول". وشدد الصيد على أن كل تدخل في الشأن الليبي "خطأ"، مواصلا بأن "التدخل العسكري يمكن أن يخلق مشاكل أكثر مما يحل الأوضاع، ونتائج التدخل العسكري في العديد من الدول واضحة"، موضحا دور بلاده في مساعدة ليبيا على الخروج من هذه الأزمة بدون التدخل في شؤونها، وليس أن نخلق التفرقة الحزازات".